استمع إلى الملخص
- **الأوضاع الإنسانية والصحية في مخيمات النازحين:** يعاني أكثر من 73 ألف سوداني من ظروف معيشية صعبة وانتشار الأمراض في مخيمات النازحين بكسلا، حيث أبلغ عن حالات إسهال بين الأطفال وانتشار الذباب بكثافة.
- **تحديات النزوح المتكرر وصعوبة الوصول إلى المساعدات:** نزح أكثر من 260 ألف شخص إلى ولاية كسلا بسبب الفيضانات والحرب، مع نقص في الطعام والمياه النظيفة وصعوبة الوصول إلى المرافق الصحية، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض.
تسببت الفيضانات في السودان في تشريد عائلات النازحين وهدم آلاف المنازل، حيث يواجه البلد الغارق في الحرب فيضانات واسعة منذ أسبوع تضرب شمال البلاد وشرقها. ما دفع سلطات ولاية كسلا الواقعة على الحدود الشرقية للسودان مع إريتريا الجمعة إلى رفع "نداء عاجل" إلى المجتمع الدولي مطالبة بمساعدة فورية "لإنقاذ آلاف الذين تضرروا" من جرّاء السيول والأمطار، مشيرة إلى أن "آلاف المنازل تهدّمت".
وتسبّبت الأمطار الغزيرة التي غالبا ما تهطل بين شهري مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول من كل سنة، بتكون السيول والفيضانات في السودان والتي ألحقت أضرارا بالبنى التحتية وقضت على محاصيل وشرّدت عائلات بكاملها. فيما أفادت السلطات المحلية في وادي حلفا في شمال البلاد قرب الحدود مع مصر بـ "تضرّر أكثر من ثلاثة آلاف منزل ومرافق صحية وخدمية". ويقول محمد عثمان من سكان وادي حلفا عبر الهاتف: "أتحدث معكم من تلة صخرية أمضينا عليها ليلة أمس مع عشرات الأسر بعدما حاصرتنا المياه من كل اتجاه".
الفيضانات في السودان تفاقم المعاناة
وتحت خيمة تحمل شعار الأمم المتحدة في كسلا في شرق السودان، تقول آمنة حسن: "فقدتُ والدي في أمطار الأسبوع الماضي" التي دفعت آلاف الأشخاص إلى النزوح في بلد يشهد حربا مدمّرة منذ قرابة 16 شهرا بين قوات الدعم السريع والجيش. وتأثّر أكثر من 73 ألف سوداني من السيول والفيضانات، بحسب ما أفاد به مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وبين هؤلاء أكثر من 21 ألفا اضطروا للنزوح، فيما خسر 14300 شخص منازلهم.
وينتشر الذباب بكثافة في كسلا رغم رش السلطات الصحية المبيدات الحشرية، ما يزيد من تعقيدات ظروف العيش في مخيمات النازحين. وقال طبيب في كسلا طلب عدم نشر اسمه إن الأمطار الغزيرة تحمل مخاطر صحية، مشيرا إلى حالات إسهال في صفوف الأطفال خصوصا.
وتسببت السيول والفيضانات في السودان في موجة نزوح لم تكن الأولى للكثير من المتضرّرين، فقد حصدت الحرب الدائرة منذ نيسان/إبريل 2023، آلاف الأرواح ودفعت عشرات الملايين إلى النزوح داخل البلاد وخارجها. إذ تفيد الأمم المتحدة بأن أكثر من 260 ألف شخص نزحوا إلى ولاية كسلا بسبب الحرب، على غرار عمر بابكر وعائلته، الذي يقيم في خيمة للنازحين ويقول: "كنّا نعيش في مركز إيواء في وسط المدينة غمرته المياه الأسبوع الماضي. نُقلنا إلى هنا ومرة أخرى طوّقت مياه الأمطار خيامنا".
في بلدة أروما الواقعة على بعد حوالى 40 كيلومترا شرق كسلا، حاصرت المياه منازل أيضا، ما اضطر السكان إلى اللجوء إلى جانب طريق يربط كسلا ببورتسودان. وقد حذّرت المنظمات الإنسانية من أن موسم الأمطار قد يتسبّب بعزل مناطق بكاملها، ما يجعل عمليات الإنقاذ أكثر صعوبة. وقالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أولغا سارادو: "بعض الأشخاص نزحوا ثلاث أو أربع مرات منذ بدء النزاع. فقدوا مقتنياتهم وليست لديهم وجبات طعام، ويواجهون تحديات كبيرة للوصول إلى مياه نظيفة ومرافق صحية، ما يزيد من خطر انتشار أمراض تنتقل عبر المياه".
إلى الغرب من كسلا، تمتدّ خيم النازحين على خمسة كيلومترات مربعة، وتقول النازحة فتحية محمد وهي تحاول إيقاد النار لإعداد الطعام لأطفالها: "هذه الخيم لا تحمي من المطر ونحن ما زلنا في بداية الموسم. حتى إيقاد النار صعب بفعل الرطوبة". وعلى غرار النازحين الآخرين المحرومين من كل شيء تعتمد فتحية محمد على وجبة طعام واحدة توفّرها مطابخ المخيّم الذي يعمل فيه متطوعون.
وتقول سمر إحدى المتطوعات في مطبخ المخيم: "نعرف أن الوجبة غير كافية، لكن هذا ما نستطيع تقديمه".
(فرانس برس)