تضررت المشافي والمراكز الصحية والعيادات الطبية نتيجة القصف التركي الأخير على مناطق شمال شرقي سورية، والتي استهدفت البنية التحتية والخدمية ومنشآت الطاقة ومحطات توليد الكهرباء والغاز والمياه، مما أدى إلى توقف الكثير منها عن العمل جزئياً أو كلياً نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي. وفي هذا الصدد قال الطبيب يحيى سعدون المدير العام للمشفى السوري التخصصي في مدينة القامشلي لـ" العربي الجديد" إنّ المشفى يواجه صعوبة في تأمين التيار الكهربائي بعد الضربات الجوية والمدفعية التي طاولت منشآت الطاقة في شمال وشرق سورية، إضافة إلى صعوبة توفير أسطوانات الأوكسجين بعد استهداف المعمل الوحيد لإنتاجها في المنطقة وخروجه عن الخدمة. وأضاف "هذه الظروف أجبرتنا على تشغيل جميع خدمات المشفى على طاقة مولدات الكهرباء الخاصة، وهنا نواجه مشكلة في تأمين الوقود بأسعار السوق السوداء، وهذا الأمر يزيد من حدة الصعوبات ومعاناة المواطنين والمرضى". وتابع "لا نعلم متى تنتهي هذه الصراعات على الساحة، وقد باتت المؤسسات الطبية غير قادرة على تحمل هذه التكاليف على المدى البعيد، فكل مؤسسة طبية تمتلك منظومة تخزين على البطاريات فقط لا تتجاوز ساعات، بينما يتطلب الأمر وجود كهرباء متواصلة لإعادة الشحن لاستمرار الخدمات الطبية وتفادي أي نوع من فقدان الأرواح". من جانبها تشكو مريم المحمد، من مدينة القامشلي لـ"العربي الجديد"، معاناتها، إذ يحتاج ابنها أحمد بشكل شبه يومي للأوكسجين الطبي. وتضيف: "اليوم راجعت 3 مشافٍ، ولم تستقبلني لأن الأوكسجين غير متوفر والكهرباء مقطوعة عن المدينة والمنطقة عموماً". شهد العلي، من أهالي ناحية القحطانية، شمال شرقي محافظة الحسكة، أكدت في حديث لـ"العربي الجديد"، أن انقطاع التيار الكهربائي عن منطقتهم أدى إلى تعريض والدتها المسنة والمريضة لخطر حقيقي، نتيجة تعطل الأجهزة الطبية الكهربائية اللازمة لحالتها الصحية. وأوضحت العلي أنها اضطرت في ظل انقطاع الكهرباء إلى نقل والدتها إلى المستشفى للعناية بها، وتحملت جراء ذلك مبالغ مالية ليست بالقليلة.