افتتحت مؤسسة "شارك" السورية غير الحكومية التي تنشط في شمال غرب البلاد، مساء أمس السبت، مركز "القلوب البيضاء" لرعاية المصابين بمتلازمة داون، وهو الأوّل من نوعه في محافظة إدلب.
وقال مصدر من مؤسسة "شارك" المسجّلة في تركيا وبريطانيا، والتي تأسّست في عام 2017 لدعم السوريين المتأثّرين بالصراع من ضمن مجتمعاتهم لـ"العربي الجديد" إنّ افتتاح المركز أتى برعاية فريق "دانة" التطوّعي من الكويت والهيئة الإسلامية العالمية، مشيراً إلى أنّه يتّسع لأربعين مصاباً بمتلازمة داون أو تثلّث الصبغي 21. أضاف المصدر أنّ المركز يقدّم كلّ الخدمات التي يحتاجها المصابون، سواء أكانت فردية ترتبط بتحسين النطق والعلاج الفيزيائي، أم تعليمية جماعية.
من جهته، ذكر مجد كيلاني، وهو منسّق ميداني في مؤسسة "شارك" لـ"العربي الجديد" أنّ "أطفال متلازمة داون أذكياء جداً، لكنّ النظرة الدونية لهم من قبل المجتمع أدّت إلى ضعف في شخصيتهم، ما يسبّب حالات انطواء وبعدهم عن المجتمع". أضاف كيلاني أنّ جهود مؤسسته تستهدف "تطوير قدراتهم ودمجهم في المجتمع بشكل كامل، ليكونوا فاعلين في المجتمع"، مشيراً إلى أنّ "ظروف النزوح والتهجير أثّرت بالشعب السوري كاملاً، ومن ضمنه المصابون بالمتلازمة". ولفت كيلاني إلى أنّ "هذه الفئة مهمّشة، ولا مراكز متخصّصة للاهتمام بها في مناطق شمال غربيّ سورية".
وأوضح كيلاني أنّ "ويلات الحرب وظروف المعيشة الصعبة لسكان الشمال السوري تزداد حدّة إن كان أحد أفراد الأسرة مصاباً بمتلازمة داون، وهو ما يتطلّب بذل جهود لتخفيف هذه المعاناة".
من جهته، قال جهاد بيطار، والد طفلة تُدعى ميادة مصابة بمتلازمة داون وتبلغ من العمر عشرة أعوام، لـ"العربي الجديد" إنّه "بعدما بدأت ابنتي بالنطق والتحسّن، ساءت أحوالها بسبب الرعب الذي عاشته من جرّاء الحرب". ورأى بيطار أنّ مركز "القلوب البيضاء" الذي أُنشئ أخيراً "يعني لنا الكثير ويخفف العبء، إذ يُقدَّم فيه الاهتمام اللازم لتطوير القدرات العقلية وتحسين النطق". ويأتي ذلك خصوصاً في ظروف الحرب ووسط الأحوال المتردية التي يعاني منها السكان، الأمر الذي يساعد أهالي المصابين على متابعة علاج أطفالهم.