تُعرِّف بات ومارك جيمس نفسيهما بأنهما زوجان محظوظان. أصيبا بسرطان الثدي، ونجَوا معاً. ربما لا يكون تشخيص الزوجة استثنائياً، لأن سرطان الثدي يعدّ الأكثر شيوعاً في المملكة المتحدة بين النساء، لكن ما يجده البعض "مذهلًا" هو أن الزوج مارك كان يعاني منه. إنه واحد من 370 رجلاً من بين ما يقرب من 56000 شخص تُشخّص إصابتهم بسرطان الثدي في المملكة المتحدة كل عام.
يقول مارك جيمس (79 عاماً) إن "كثيراً من الرجال لا يدركون أنهم قد يصابون بسرطان الثدي". ويحثّ سكان مقاطعة ويلز البريطانية الرجال على وضع "حرجهم" جانباً وإجراء الفحوصات الأساسية للكشف المبكر عن أي تشوهات محتملة. بحسب ما أفادت شبكة "بي بي سي" البريطانية.
الرجال بحاجة إلى الوصول للمعلومات الكافية والإرشادات للوقاية من هذه المرض
يقول مارك جيمس، وهو جندي احتياطي سابق بالجيش: "يعتقد معظم الناس أن سرطان الثدي يمكن أن تصاب به النساء فقط، وقد يكون ذلك لأن الكثير من حملات التوعية تستهدف النساء، بحملات وردية اللون، لكن الرجال بحاجة للوصول إلى المعلومات الكافية والإرشادات للوقاية من هذه المرض".
وكانت بات جيمس تعاني من صدمة سرطان الثدي قبل 40 عاماً عندما كان طفلاها صغيرين، وتم تشخيصها بسرعة، تلته عملية جراحية، وقد ساعدتها هذه التجربة على خوض معركة جديدة مع السرطان، ولكن هذه المرة كانت مع زوجها.
تقول "منذ أربع سنوات، تم تشخيص إصابة زوجي بسرطان الثدي، لقد كانت صدمة، لكننا تمكنا من اجتيازها".
في المتوسط، يشكل الرجال حوالي واحدة من 150 حالة سرطان ثدي جديدة يتم تشخيصها كل يوم. في حين أن سرطان الثدي هوالأكثر شيوعًا في المملكة المتحدة، إلا أنه حالة نادرة نسبيًا عند الرجال.
يرى الزوج مارك جيمس أن "التفكير النمطي السائد لدى الرجال وعدم الاعتراف أو القبول بأنهم مصابين بسرطان الثدي لأن هذا المرض أنثوي، أمر غير مقبول وغير مفهوم".
في السابق، أصيبت والدة مارك جيمس وشقيقته بسرطان الثدي، ويقول الباحثون إن الرجال والنساء الذين لديهم تاريخ عائلي قوي للإصابة بسرطان الثدي معرضون لخطر متزايد.
ترى جودي ريس، الرئيسة التنفيذية لرعاية مرضى السرطان في تينوفوس، أنه على الرغم من أن هناك رسالة قوية جدًا للنساء لفحص صدورهن، فإن ذلك لا يعني أن الرجال يجب أن يكونوا بعيدين عن الصورة".
وتطالب الرجال والنساء على حد سواء بمراقبة منطقة الصدر والتأكد من عدم وجود أي تغييرات في منطقة الحلمة، لأن تجاهلها سيترك المرض لينمو ويكبر، ولهذا السبب، غالباً ما يتم تشخيص سرطان الثدي بين الرجال في وقت متأخر."
كان مارك جيمس يجري استشارة قبل إجراء عملية فتق في مايو/أيار 2017، عندما لاحظت ممرضة لأول مرة وجود خطأ ما ونصحته بفحصه.
في غضون أسابيع، تم تشخيصه بسرطان الثدي من النوع، 2 وعاد إلى المستشفى في مكان قريب من بريدجين لإجراء عملية جراحية. ويرى مارك جيمس أنه "كان محظوظاً للكشف عن المرض، والتخلص منه".
لا يزال مارك جيمس يخضع للتصوير الشعاعي للثدي سنوياً، بينما يخضع أطفاله لفحوصات منتظمة بسبب تاريخ العائلة.
تؤكد زوي باربر، استشارية جراحة أورام الثدي في مستشفى برنسيس أوف ويلز في بريدجند، أن إصابة الرجال بالسرطان تشبه إصابة النساء، فالرجال لديهم أنسجة ثدي مثل النساء تماماً، ولذا، فهم معرضون جداً لهذا النوع من المرض.
وتقول "هذه الأنسجة ليست كبيرة جدًا، ولكنها تخضع لنفس التغيرات الهرمونية التي تحدث مع تقدم العمر. وبالمثل، يمكن للأدوية أن تغير ثدي الرجال أيضًا، ويجب أن يكون الرجال على دراية بتغيرات الثدي تمامًا مثل النساء.