دانت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية استهداف الاحتلال الإسرائيلي مركزها الثقافي في مدينة غزة، فجر اليوم الثلاثاء، مشدّدة على أنّ هذا الاعتداء "غير مبرّر". ويأتي ذلك بعد أقلّ من أسبوعَين على استهداف آلة الحرب الإسرائيلية كنيسة القديس برفيريوس التابعة للبطريركية في حيّ الزيتون بالمدينة، في إطار العدوان المستمرّ على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وجاء في بيان أصدرته البطريركية أنّ "استهداف المركز الثقافي الأرثوذكسي في حيّ تل الهوى في (مدينة) غزة بالقصف فجر اليوم من قبل الجيش الإسرائيلي، يمثّل تجسيداً لإصرار إسرائيل غير المبرّر على تدمير البنية التحتية المَدنية ومراكز الخدمات الاجتماعية وملاجئ المدنيين في القطاع المحاصر".
أضافت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية أنّ "هذه المراكز الاجتماعية والثقافية والرياضية تقدّم خدمات إنسانية ضرورية وتؤوي المدنيين من ضحايا القصف الإسرائيلي الذي يستهدف الأحياء السكنية".
وشدّدت البطريركية، في بيانها نفسه، على أنّ "هذا الهجوم الذي استهدف المركز الثقافي الأرثوذكسي ومرافق الخدمات التابعة له يمثّل استهدافاً مباشراً وغير مبرّر لأحد أعمدة الثقافة والخدمات الاجتماعية في غزة".
ولفتت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية إلى أنّ "الجيش الإسرائيلي قصف 19 دار عبادة، ما بين مسجد وكنيسة، في قطاع غزة خلال الأسابيع الثلاثة من الحرب المدمّرة على قطاع غزة"، مبيّناً أنّ ذلك "استهداف للمدنيين، بالأخصّ الأطفال، وتدمير البنية التحتية المدنية". وتابعت أنّه ليس لذلك "أيّ مبرّر عقلاني ولا أساس إنساني ولا يتماشى مع أدنى القيم الأخلاقية".
وجدّدت البطريركية، في بيانها، ما وصفته بأنّه "مطلبها الحاسم بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة"، متعّهدةَ بأن "تواصل جهودها الدولية لتحقيق هذا المطلب في أقرب وقت ممكن".
جريمة حرب لا يمكن تجاهلها
وفي التاسع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، استهدف الجيش الإسرائلي بالقصف أحد مباني كنيسة القديس برفيريوس التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية في مدينة غزة، والذي كان يؤوي عائلات غزية هربت من قصف الاحتلال الذي كان متواصلاً لليوم الثالث عشر على التوالي.
وجاء في بيان أصدرته بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية في هذا الإطار أنّ "استهداف الكنائس والمؤسسات التابعة لها، بالإضافة إلى الملاجئ التي توفّرها لحماية المواطنين الأبرياء، بخاصة الأطفال والنساء الذين فقدوا منازلهم من جرّاء القصف الإسرائيلي للمناطق السكنية (...) يشكّل جريمة حرب لا يمكن تجاهلها".
وعلى الرغم من ذلك، أفادت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية بأنّها سوف تواصل مع الكنائس الأخرى الالتزام بواجبها الديني والأخلاقي و"تقديم المساعدة والدعم والمأوى للمحتاجين في ظلّ مطالبة إسرائيل المستمرّة بإجلاء المدنيين من هذه المنشآت والضغوط التي تمارَس على الكنائس في هذا الإطار".
وقد ذكر مسؤولون فلسطينيون، حينها، أنّ ما لا يقلّ عن 500 فلسطيني من سكان غزة، من المسلمين والمسيحيين، كانوا يحتمون من القصف الإسرائيلي في المبنى التابع لكنيسة برفيريوس التي تُعَدّ من أقدم كنائس العالم، وقد سقط من بينهم أكثر من 20 شهيداً إلى جانب عشرات الجرحى.
تجدر الإشارة إلى أنّه قبل يومَين من استهداف كنيسة القديس برفيريوس التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية، ارتكب الاحتلال مجزرة المستشفى المعمداني (المستشفى الأهلي العربي) سقط فيها نحو 500 شهيد و400 جريح، علماً أنّ المستشفى التابع للكنيسة الأسقفية الأنغليكانية في القدس يبعد أمتاراً فقط عن موقع كنيسة القديس برفيريوس.
(فرانس برس، العربي الجديد)