صرّح مدير المستشفى الإندونيسي في قطاع غزة عاطف الكحلوت، في حديث تلفزيوني اليوم الخميس، بأنّ هذه المنشأة الصحية توقّفت عن الخدمة كلياً. وأشار الكحلوت إلى أنّ نحو 45 شخصاً موجودين في المستشفى الواقع شمالي القطاع في حاجة ماسة إلى تدخّلات جراحية، لكنّهم متروكون حالياً في قسم الاستقبال.
وأكد الكحلوت: "لم نعد نستطيع تقديم أيّ خدمة"، لذا "نعلن الآن توقّف المستشفى الإندونيسي عن الخدمة وخروجه عن الخدمة بالكامل، بسبب توقّف العمليات وعدم قدرتنا على استيعاب المرضى من محافظتَي غزة وشمال غزة".
وكأنّما هو يحاول إقناع نفسه بالحقيقة المرّة، كرّر الكحلوت "نعلن توقّف المستشفى عن العمل بالكامل".
ويأتي توقّف المستشفى الإندونيسي عن العمل بسبب الحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة، والحرب التي تشنّها قوات الاحتلال على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
مشاهد مروعة للغاية من داخل المستشفى الإندونيسي شمال قطاع #غزة الآن..
— أدهم أبو سلمية #غزة 🇵🇸 (@adham922) November 16, 2023
المستشفى يتحول تدريجياً لمقبرة جماعية ونقطة لتفشي الأمراض والأوبئة الخطيرة..#انقذوا_غزة الوضع تجاوز كل حدود العقل والمنطق.. pic.twitter.com/tsgU2YFWb7
يُذكر أنّ محيط المستشفى الإندونيسي تعرّض في الأيام الأخيرة لغارات إسرائيلية عنيفة متكرّرة، أدّت إلى وفاة وجرح عدد من الأشخاص، في حين لحقت الأضرار بأجزاء عدّة من هذه المنشأة.
والمستشفى الإندونيسي ليس المستشفى الوحيد الذي خرج عن الخدمة في قطاع غزة، فقد سبقته مستشفيات عدّة، آخرها مستشفى القدس الذي تديره جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال ومستشفى النصر للأطفال.
ويُعلَن عن خروج المستشفيات عن الخدمة عند نفاد الوقود منها، إذ إنّ ذلك يؤدّي إلى انقطاع الكهرباء وتعطّل الأجهزة المنقذة للحياة وغيرها. ويترافق ذلك مع حصار المستشفيات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي واستهدافها أو استهداف محيطها، في حين يُسجَّل نقص في الإمدادات الطبية وكذلك في المياه والغذاء.
تجدر الإشارة إلى أنّ المستشفيات في قطاع غزة تحوّلت إلى ملاجئ للنازحين الذين هُجّروا من منازلهم، وسط القصف الإسرائيلي العنيف الذي لم يوفّر بقعة من القطاع إلا واستهدفها. هؤلاء ظنّوا أنهم سوف يكونون فيها بمنأى عن القصف الإسرائيلي المتواصل، نظراً إلى أنّ المؤسسات الصحية تحظى بحصانة بموجب القانون الإنساني الدولي، غير أنّ آلة الحرب الإسرائيلية لا تعير أيّ انتباه لا للقانون الإنساني الدولي ولا لأيّ مواثيق ومعاهدات.
واليوم، من بين 24 مستشفى في شمال قطاع غزة، فإنّ ثمّة ستّة مستشفيات ما زالت تعمل بصورة محدودة جداً. من بين تلك المنشآت الطبية المستشفى المعمداني (الأهلي العربي) الذي كان الاحتلال قد ارتكب فيه مجزرة شنيعة في 17 أكتوبر الماضي. فهو، ابتداءً من اليوم الخميس، لم يعد قادراً على توفير خدمات عدّة، لا سيّما العمليات الجراحية، بعدما كان الوحيد القادر على تقديمها في الأيام الأخيرة، إذ تحاصره قوات الاحتلال الإسرائيلي وتستهدفه.
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)