أرجأت محكمة الاستئناف في مدينة الناظور (شمال شرقي المغرب)، اليوم الأربعاء، جلسة محاكمة 15 مهاجرا سودانيا، اعتقلتهم السلطات المغربية أثناء محاولتهم في 24 يونيو/حزيران الماضي اقتحام المعبر الحدودي الفاصل بين الناظور ومليلية الخاضعة للإدارة الإسبانية، والتي يصفها المغرب بـ"المحتلة".
وقررت المحكمة تأجيل محاكمة المهاجرين السودانيين إلى الخامس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وذلك لتمكين دفاع أربعة من أفراد الشرطة المغربية من تقديم الطلبات المدنية، وفق ما أفادت مصادر متابعة للمحاكمة لـ"العربي الجديد".
ويُعد هذا الإرجاء الثاني على التوالي، بعد تأجيل مماثل الأربعاء الماضي، بسبب عدم إتمام مسطرة الطلبات المدنية من طرف المطالبين بالحق المدني من القوات العمومية، وحينها أمهلت محكمة الاستئناف الطرف المدني أسبوعا من أجل إتمام المسطرة.
وبحسب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان- فرع الناظور، فإن بعض أفراد القوات العمومية عبّروا عن تخلّيهم عن المطالبة بالتعويض، وقدموا طلبات للمحكمة بعدم حضور الجلسة المقبلة.
ويواجه هؤلاء المهاجرون تهما تتعلق بإضرام النار عمدا في الملك الغابوي، واحتجاز شخص والقبض عليه وحبسه وحجزه دون أمر من السلطات المختصة، والضرب والجرح المتعمد بواسطة السلاح.
وكانت المحكمة الابتدائية في الناظور قد قضت، في 19 يوليو/تموز الماضي، بحبس 33 مهاجرا سريا لمدة 11 شهراً نافذة لكلّ واحد منهم، مع تغريمهم مبلغ 500 درهم مغربي (نحو 50 دولاراً أميركياً)، فيما حكمت بتعويض لثلاثة مطالبين بالحق المدني بمبلغ 3500 درهم (نحو 350 دولاراً)، مع تحميلهم الصائر (المصاريف القضائية) وإجبارهم في الأدنى (غرامة مالية لفائدة خزينة الدولة وتعويض المطالب بالحق المدني).
يُذكر أنه خلال جلسة الحكم تلك، التمست هيئة الدفاع عن المهاجرين المعتقلين البراءة للمتّهمين، لافتة انتباه المحكمة إلى وضعهم كلاجئين فارّين من ظروف حرب وعدم استقرار اجتماعي، وكذلك اقتصادي، في حين التمس وكيل الملك لدى المحكمة إدانتهم بما نُسب إليهم.
وعرف السياج الحدودي الفاصل بين مدينة مليلية المحتلة ومحافظة الناظور، منذ الساعات الأولى من صباح 24 يونيو/حزيران الماضي، محاولات اقتحام أقدم عليها عشرات المهاجرين الأفارقة، وصفتها وسائل إعلام إسبانية بـ"العنيفة والمنظمة"، مشيرة إلى أن المجموعة التي تمكّنت من الاقتراب من السياج كانت محمّلة بحقائب ظهر مليئة بالحجارة والأسلحة البيضاء.
وتُعَدّ مدينة مليلية كما مدينة سبتة نقطتَي عبور معروفتَين للمهاجرين السريين الذين يحاولون الوصول إلى "الفردوس الأوروبي". وقبل أسابيع من الحدث المأساوي المشار إليه، تجاوز عدد المهاجرين الذين دخلوا سبتة ومليلية ثلاثة أمثال العدد الذي دخل في الفترة نفسها من عام 2021.