تشتد مخاوف مئات مرضى الغدة الدرقية في المغرب جراء اختفاء أحد الأدوية الأساسية التي توصف لهم، بدون سابق إنذار، من صيدليات المملكة، ما بات يهدد الكثير منهم بمضاعفات صحية خطيرة.
وفوجئ المرضى المصابون بقصور في الغدة الدرقية، خلال الأيام الماضية، باختفاء دواء "ليفوثيروكس"، الذي يعتبر من الأدوية التي تلازم المريض طيلة حياته، ويجري تناولها بشكل يومي، ويستعمل علاجا تكميليا، كما يفيد في تثبيط إفراز هرمون تحفيز الغدة الدرقية النخامية.
ويكمن الخطر في عدم أخذ العلاج، حسب المختصين، في تضخم عضلة القلب، وهذه الحالة لا يمكن أن تعود لحجمها الطبيعي حتى بعد أخذ العلاج، كما يمكن أن يؤدي التوقف عن تناول دواء الغدة الدرقية "ليفوثيروكس" في حالة خمول الغدة أو كسلها، وعدم إفرازها للهرمون، إلى انخفاض مستويات الثيروكسين في الجسم.
يلزم القانون رقم 04- 17 المختبرات بتوفير مخزون احتياطي لمدة 3 أشهر من كل دواء
من جانبه، طالب رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي) إدريس السنتيسي، في سؤال كتابي وجهه إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، بالكشف عن سبب الاختفاء المفاجئ لهذا الدواء، والإجراءات والتدابير التي ستتخذها وزارة الصحة لتوفيره بالصيدليات، إنقاذا لأرواح المرضى، وتخفيفا من معاناتهم ومعاناة ذويهم، لافتا إلى أن حالة من التذمر لدى الأسر المغربية، تسود من الغياب المستمر لعدد من الأدوية في الصيدليات.
من جهته، قال رئيس كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، محمد لحبابي، لـ"العربي الجديد "، اليوم الإثنين، إن "الصيدليات تعاني من نقص كبير في دواء "ليفوثيروكس" المضاد لمرض قصور الغدة الدرقية"، مشيرا إلى أن "الدواء غير موجود حاليا، وأن أسباب انقطاعه أو موعد التوصل به لا يزال مجهولا إلى حد الساعة، ما يؤثر سلبا على المرضى".
وبينما يلزم القانون رقم 04- 17 المختبرات بتوفير مخزون احتياطي لمدة 3 أشهر من كل دواء، أكد رئيس كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب ضرورة "تفعيل دور المرصد الوطني للدواء من أجل الحرص على مراقبة مخازن الأدوية".
وأبدى لحبابي أمله في تجاوز مثل هذه المشاكل في الأدوية بأن تضع الوكالة الوطنية للأدوية والمنتجات الصحية التي سيجري إحداثها، خطة لتفادي انقطاع الأدوية، ولا سيما الأساسية.
وقد تعذر على "العربي الجديد" الحصول على تعقيب من وزارة الصحة المغربية بهذا الخصوص.
وليست المرة الأولى، التي تطرح فيها مشكلة انقطاع دواء الغدة الدرقية "ليفوثيروكس"، إذ كان قد أثار جدلا واسعا في صفوف المرضى سنة 2019، بعدما انقطع لأسابيع طويلة، قبل أن تخرج وزارة الصحة لتؤكد توفره من جديد، معلنة وجود كميات جيدة من الدواء تكفي لتغطية ما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر من احتياجات المرضى.
وكانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، قد أعلنت، أخيرا، أنها بصدد تكوين مخزون استراتيجي وطني من الأدوية والمنتجات الصحية المعرضة للنقص أو انقطاع الإمدادات الحالية أو المحتملة لسنة 2023.
ودعت الوزارة في هذا الإطار، جميع المهنيين بالقطاعين العام والخاص إلى العمل بتعاون مع مصالحها، لإنجاح جمع وتحديد الاحتياجات والتدابير اللازمة لتأسيس وحفظ هذا المخزون.