المغرب يُصوّت لأول مرة لصالح إيقاف الإعدام: مكسب حقوقي

17 ديسمبر 2024
حارس بأحد سجون المغرب يحمل بعض المفاتيح، في 14 فبراير 2008 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- خطوة تاريخية نحو إلغاء الإعدام: صوت المغرب لأول مرة لصالح قرار أممي يدعو لوقف تنفيذ عقوبة الإعدام، مما يلزم السلطات بعدم تنفيذ العقوبة لمدة سنتين، مع بقاء الأحكام دون تنفيذ.

- تحول في السياسة الجنائية: منذ 1993 لم تُنفذ أي عقوبة إعدام في المغرب، وتم تحويل 161 حكماً إلى المؤبد منذ 2020، مما يعكس رغبة الحكومة في تقليص العقوبة.

- جدل مجتمعي وحقوقي: يحتدم النقاش بين مؤيدين للإعدام كوسيلة ردع وحقوقيين يطالبون بإلغائه، معتبرين التصويت مكسباً حقوقياً يتماشى مع الدستور المغربي والمواثيق الدولية.

صوّت المغرب اليوم الثلاثاء، ولأول مرة، لصالح مشروع قرار اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يدعو دول العالم إلى "وقف تنفيذ عقوبة الإعدام"، بعدما دأب طيلة السنوات الماضية على الامتناع عن ذلك.

ويعتبر التصويت إيجاباً على قرار اللجنة الثالثة خطوة أولى نحو إلغاء عقوبة الإعدام، إذ سيلزم القرار السلطات المغربية لمدة سنتين بعدم تنفيذ العقوبة، غير أنه لا يمنع من صدور أحكام بالإعدام دون تنفيذها. على أن تحدد الرباط بعد سنتين موقفها من التصويت.

ومنذ 1993 لم يجر تنفيذ ولا عقوبة إعدام واحدة بالمغرب، في حين يوجد 88 محكوماً بالإعدام حالياً، منهم امرأة واحدة، ومنذ 2020 إلى الآن جرى تحويل العقوبة إلى المؤبد لفائدة 161 معتقلاً رغبة من الحكومة في الحد منها، وفق معطيات رسمية.

جدل في المغرب بين رافض ومؤيد

ويحتدم النقاش في المغرب بين المنادين بالإعدام والرافضين له، إذ يرى الفريق الأول أن تشديد الأحكام في الجرائم البشعة من شأنه أن يساهم في ردع المجرمين وتقديم العبرة لكل من يفكر في تنفيذ جرائم مماثلة. في حين يدفع الفريق الآخر نحو الإلغاء الفوري والنهائي للعقوبة، ويمثله حقوقيون وسياسيون وبرلمانيون ومؤسسات رسمية، أبرزها المجلس الوطني لحقوق الإنسان.

وتعليقاً على التصويت المغربي، قال رئيس "الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان" (تنظيم حقوقي مستقل) محمد رشيد الشريعي، إن انضمام المغرب إلى دول العالم المؤيدة لقرار وقف التنفيذ عالميا هو "مكسب حقوقي طال انتظاره، وطالت المطالبة به من الحركة الحقوقية الديمقراطية واللجان التي أُسست للهدف ذاته. كما أنه خطوة إيجابية تُحسب للدولة المغربية، وانتصار لكل الأصوات التي لطالما بُحّت حناجرها مطالبة بحذف عقوبة الإعدام التي تتعارض مع دستور 2011  ومع الحق في الحياة المنصوص عليه بالمواثيق الدولية".

واعتبر أن التصويت جاء تماشياً وانسجاماً مع أسمى قانون في المغرب ألا هو الدستور المغربي ومع روح المواثيق الدولية التي اعتمدها المغرب في ديباجة الدستور، لافتاً إلى أن انضمام المغرب لدول العالم المصوتة والمناصرة للقرار هو موقف يحسب له في أفق التنزيل الحقيقي لكل المواثيق الدولية، واعتمادها مرجعاً أساسياً في كل القوانين المغربية وجميع مشاريع قوانين مستقبلاً.