من المعروف أنّ التدخين هو من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى أمراض خطيرة، على مستوى العالم ككلّ. وهي الآفة التي لطالما حذرت منها منظمة الصحة العالمية، ومعها هيئات الصحة الوطنية في جميع الدول. هذا الخطر يزداد في حالة الشباب، مع ما في التدخين من ضرر مباشر على صحتهم، كما ضرره الجانبي على مستويات مختلفة، منها ما يمكن أن يرتبط بتحصيلهم العلمي وتركيزهم في الدراسة وقدراتهم البدنية. كذلك، تشير دراسة أخيرة من الولايات المتحدة إلى أنّ البدء في التدخين غالباً ما يكون في مرحلتي المراهقة والشباب. وعلى هذا الأساس تجري السلطات مسحاً سنوياً شاملاً لرصد مستويات التدخين في المدارس الأميركية بالذات، وقد سجل المسح لهذا العام مفاجأة إيجابية، إذ أظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد المدخنين، بالمقارنة مع العام الماضي.
وتقول الدراسة التي أعدّتها "المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها" إنّ العام 2020 أظهر أنّ 23.6 في المائة من تلاميذ الولايات المتحدة في المدارس الثانوية، أي ما يعادل 3 ملايين و650 ألفاً، هم من المدخنين، كما أنّ 6.7 في المائة من تلاميذ المدارس الإعدادية، أي نحو 800 ألف هم من المدخنين. وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم الولايات الأميركية تمنع بيع التبغ لمن هم دون الثامنة عشرة، بل إنّ بعض الولايات تمنع بيع التبغ لمن هم دون الحادية والعشرين.
السؤال الأساسي للمسح الشامل الخاص بالدراسة، هو عما إذا كان التلميذ قد دخن أيّاً من منتجات التبغ في الأيام الثلاثين السابقة لمشاركته في الاستطلاع. وبالرغم من هذه الأرقام الكبيرة، فإنّ هناك انخفاضاً كبيراً بين 2019 و2020 على مستوى استهلاك تلاميذ الثانوية والإعدادية للتبغ. وقد انخفض هذا الاستهلاك بين تلاميذ الثانوية من 31.2 في المائة إلى 23.6 في المائة، ومن 12.5 في المائة إلى 6.7 في المائة بين تلاميذ الإعدادية. وفي المجمل، انخفض عدد التلاميذ المدخنين من 6 ملايين و200 ألف تلميذ مدخن تقريباً عام 2019، إلى 4 ملايين و470 ألف تلميذ مدخن تقريباً خلال العام الجاري، وهو انخفاض كبير يصل إلى نحو مليون و730 ألف تلميذ.
وفي هذا الإطار، تبدو خطوات التوعية التي تجريها وزارة الصحة الأميركية ومعها هيئات الصحة التابعة للولايات وكذلك الهيئات التعليمية مفيدة، فيما تطالب الدراسة ببذل مزيد من الجهود المشتركة للمحافظة على هذا التقدم، وصولاً إلى منع استهلاك المراهقين جميع أشكال التبغ في البلاد لاحقاً.