أدت أسوأ موجة جفاف تشهدها إيطاليا منذ عقود إلى انخفاض مستوى المياه في بحيرة غاردا، أكبر بحيرة في البلاد، إلى ما يقرب من أدنى مستوى لها على الإطلاق، ما كشف عن مساحات من الصخور كانت سابقاً مغمورة تحت الماء، وتسخين المياه لدرجات حرارة تقترب من متوسط الحرارة في منطقة البحر الكاريبي، بحسب أسوشييتد برس.
ومع تحويل 45 متراً مكعباً في الثانية من المياه إلى الأنهار، بلغ منسوب المياه في البحيرة أمس الجمعة 32 سنتيمتراً، مقترباً من أدنى مستوى جرى تسجيله لها في عامي 2003 و2007.
ولم يشهد شمال إيطاليا هطول أمطار منذ شهور، وانخفض تساقط الثلوج هذا العام بنسبة 70 بالمائة، ما أدى إلى جفاف أنهار مهمة مثل نهر بو، الذي يتدفق عبر قلب إيطاليا الزراعي والصناعي، وتسبب الجفاف في نهر بو، أطول أنهار إيطاليا، في خسائر بمليارات اليورو للمزارعين الذين يعتمدون عليه عادة في ري المروج وحقول الأرز.
Just back from Lake Garda in Italy where the tip of the Sirmione peninsula is now surrounded by rock 'beaches' 100m+ wide that were permanently underwater until recently. One resident told us she had never seen the water so low pic.twitter.com/3hwp9beZ77
— Michael Walker (@Boyintheband) August 12, 2022
ولتعويض ذلك، سمحت السلطات بتدفق المزيد من المياه من بحيرة غاردا إلى الأنهار المحلية بمقدار 70 متراً مكعباً من المياه في الثانية. لكن في أواخر يوليو / تموز، خفضت السلطات كميات المياه من أجل حماية البحيرة وحماية السياحة ذات الأهمية المالية المرتبطة بها.
وقال رئيس بلدية غاردا، دافيد بيدنيلي، في منشور على فيسبوك في 20 يوليو/ تموز الماضي: "الجفاف حقيقة يجب أن نتعامل معها هذا العام، لكن الموسم السياحي ليس في خطر".
نهر الراين
وفي ألمانيا، قال معهد هيدرولوجيا للأبحاث إن ارتفاع درجات الحرارة هذا الصيف وقلة هطول الأمطار أديا إلى زيادة انخفاض مستويات المياه في نهر الراين، وأضاف أن مستويات المياه ستواصل الانخفاض حتى بداية الأسبوع المقبل، لافتاً إلى أن انخفاضها يؤثر على حركة مرور الزوارق والقوارب، وأوضح المعهد أن منسوب مياه النهر انخفض في بعض الأماكن إلى 38 سنتيمترا، بحسب الأناضول.
وقال باستيان كلين، الباحث في المعهد الألماني لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" إن مستوى المياه قد ينخفض الأسبوع المقبل إلى 30 سنتيمترا وقد يعيق حركة مرور الصنادل، وهي قوارب مسطحة لنقل البضائع الثقيلة عبر الأنهار.
ويعد نهر الراين مهما للصناعة الألمانية، حيث يُنقل عبره الفحم والديزل من الميناء إلى المصانع والمصافي، وبسبب تراجع منسوب المياه، يتم تحميل الصنادل بربع إلى نصف طاقتها، وقالت وسائل إعلام محلية إن تكاليف شحن البضائع عبر النهر ارتفعت 5 أضعاف تقريباً.
وكان مركز الأبحاث المشترك التابع للمفوضية الأوروبية قال في تقرير، صدر في يوليو/تموز الماضي، إن 46 في المائة من أراضي الاتحاد الأوروبي معرّضة لجفاف بمستوى يستدعي التحذير منه، و11 في المائة عند مستوى الإنذار إذ باتت المحاصيل تعاني من نقص المياه.