نفى فريق "منسقو استجابة سورية" المعلومات التي تتحدث عن توقف عمل "برنامج الأغذية العالمي" (WFP) في سورية، في بداية العام المقبل، مؤكداً أن البرنامج سيقوم بالتخفيض بشكل كبير مع بداية دورة التمويل القادمة، مشدداً على أن هذا التخفيض السابع منذ انطلاق عمل البرنامج في سورية والأكبر من نوعه.
وأوضح في بيانٍ له، اليوم الاثنين، أن برنامج الأغذية العالمي سيقوم بالاجتماع مع الشركاء المحليين لمناقشة الحلول الممكنة لتدارك الأزمة الغذائية الجديدة الناجمة عن عمليات التخفيض.
ولفت الفريق، إلى أنه تم تخصيص مبلغ أكثر من ملياري دولار خلال دورة التمويل الحالية للبرنامج من خلال مؤتمرات المانحين، إلا أن البرنامج لم يحصل على أكثر من 30.8% من إجمالي التمويل المطلوب، الأمر الذي سبب عجزاً كبيراً لدى البرنامج، مؤكداً أن التخفيض القادم سواء من برنامج الأغذية العالمي أو الوكالات الأممية الأخرى، لا يتناسب مع تقييم الاحتياجات الإنسانية في المنطقة.
وبيّن الفريق أنه من المستغرب إجراء عمليات التخفيض والإصرار عليها في ظل ما تعانيه المنطقة من ارتفاع كبير في أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية، دون الأخذ بالاعتبار حاجة المدنيين الملحة لتأمين الغذاء وخاصةً مع فقدان الآلاف من المدنيين لمصادر الدخل.
وحذر "منسقو الاستجابة" كافة الجهات الإنسانية من استمرار عمليات التخفيض في المساعدات الإنسانية، وذلك نظرا للآثار السلبية المترتبة على قرارات التخفيض، مطالباً كافة الجهات الدولية بالعمل على زيادة الدعم المقدم للمدنيين في المنطقة، وخاصة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي في المنطقة وعدم قدرة الآلاف من المدنيين تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء.
يقول مشعل العمران، وهو نازح من منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، إلى مخيمات أطمة بريف إدلب الشمالي لـ "العربي الجديد": "كل عام هناك تخفيض في المساعدات المقدمة إلى النازحين السوريين القاطنين في مخيمات الشتات سواء في ريف محافظة إدلب، أو ريف محافظة حلب".
وأكد العمران أن "التخفيض يأتي كل مرة مع زيادة معاناة النازحين السوريين، وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في المنطقة"، متسائلاً: "هل هناك تعامل بين وكالات الأمم المتحدة ونظام الأسد لزيادة معاناة السوريين..؟".
وأوضح العمران: "لدي 4 أطفال، وأعمل 22 يوماً في الشهر، ولكن كل أجور عملي لا تكفي لمعيشة 7 أيام في ظل الغلاء وتدني أجور العاملين، وحتى الأشخاص الذين يقبعون في المخيمات هُم بحاجة للمساعدة، فكيف بالأشخاص الذين ليس لديهم أي مدخول مادي. النازحون بحاجة إلى المواد الغذائية، والحليب، والتدفئة، والألبسة الشتوية، والبطانيات التي أصبحت مهترئة، وغيرها من المستلزمات البسيطة التي يحتاجها كل نازح".
وأشار العمران، إلى أن "العودة إلى ديارنا هي أنسب حل، ويجب على الأمم المتحدة الضغط على المجتمع الدولي لإبعاد بشار الأسد عن جميع المناطق التي احتلها أخيراً في ريف حماة وحلب وإدلب، وهي مناطق تتسع للكثير من الناس وتؤوي ملايين النازحين، لاسيما أن جميع تلك المناطق فيها مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمعامل والتي من الممكن أن تؤمن آلاف فرص العمل وتكفي حاجة النازحين".