وقّعت بريطانيا توقيع اتفاق مع الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس)، اليوم الجمعة، الهدف منه العمل معاً من أجل مكافحة الهجرة غير النظامية.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من إعلان وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في مجال إنفاذ القانون (يوروبول) عن تفكيك واحدة من "أبرز" شبكات تهريب المهاجرين التي تنظّم رحلات القوارب الصغيرة الخطرة عبر بحر المانش، من فرنسا إلى بريطانيا، وذلك في عملية دولية واسعة.
وقد جعل رئيس الوزراء البريطاني المحافظ ريشي سوناك وقف الهجرة من فرنسا عبر بحر المانش أولوية لحكومته قبل الانتخابات العامة المقرّرة في عام 2024 الجاري.
وأعلنت وزارة الداخلية البريطانية، في بيان، أنّ اتفاق اليوم الجمعة ينصّ على تبادل المعلومات الاستخبارية ما بين وكالة فرونتكس وقوة الحدود البريطانية للمساعدة في التصدّي لعصابات تهريب البشر.
أضافت وزارة الداخلية في بريطانيا أنّ الاتفاق يشمل أيضاً التعاون في إطار تطوير تقنيات جديدة، من قبيل استخدام الطائرات المسيّرة، لحماية الحدود.
ومن المقرّر أن يوقّع المدير العام لقوة الحدود البريطانية فيل دوغلاس والمدير التنفيذي لوكالة فرونتكس هانز لايتينز على الاتفاق رسمياً في لندن.
خطوة تاريخية لمعالجة الهجرة غير النظامية
ورأى وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي أنّ "جرائم الهجرة المنظمة وتهريب البشر تحديات عالمية تتطلّب حلولاً وطموحات مشتركة".
أضاف كليفرلي أنّ "ترتيبات العمل بين المملكة المتحدة وفرونتكس هي خطوة حاسمة تاريخية أخرى في معالجة الهجرة غير النظامية وتأمين حدودنا ووقف القوارب" التي تنقل المهاجرين من فرنسا إلى السواحل البريطانية.
وقد أفادت بريطانيا بأنّ عدد المهاجرين الذين يصلون إلى سواحلها الجنوبية في قوارب صغيرة متهالكة انخفض في عام 2023 الماضي، بعدما سجّل مستوى قياسياً بلغ 45 ألف مهاجر غير نظامي عام 2022. وقد بيّنت أرقاماً حكومية أولية، نُشرت في بداية العام الجاري، أنّ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى بريطانيا في العام الماضي بطريقة غير نظامية، على متن قوارب صغيرة عبر بحر المانش، بلغ 29437 مهاجراً، أي أقلّ بنحو 36% مقارنة بعام 2022 الذي سبق.
وبالتزامن مع صدور تلك البيانات، اتّهم تقرير فرنسي لندن بعدم التنسيق الكافي مع باريس في ما يتعلّق بالجهود المبذولة للحدّ من أعداد المهاجرين الذين يعبرون بحر المانش، من ضمن تقييم أوسع يشير إلى "الفعالية غير المؤكدة" لسياسات مواجهة الهجرة غير النظامية.
وأوضح التقرير الصادر عن محكمة المحاسبات الفرنسية أنّ المعلومات المتعلقة بالظروف التي يصل فيها المهاجرون وجنسياتهم على متن القوارب عبر المانش "تبدو متفاوتة جداً". أضاف: "بالتالي فإنّ العلاقة بين فرنسا وبريطانيا غير متوازنة لجهة تبادل المعلومات والاستخبارات".
(فرانس برس، العربي الجديد)