تحذير أممي من مجاعة وشيكة في شمال غزة إن لم يتم التحرك خلال أيام

09 نوفمبر 2024
أطفال أمام أوعية طعام شبه فارغة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، 17 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

حذرت مساعدة المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني ترمبلي، من "احتمال وقوع مجاعة وشيكة في شمال غزة إن لم يتم التحرك خلال أيام لإنقاذ الأرواح بحسب إنذار صادر للتو عن لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي والتي أصدرت إنذاراً/ تقريراً حول ذلك تعرب فيه عن قلقها". ويشير الإنذار إلى "أن المجاعة تحدث في شمال غزة أو وشيكة الحدوث في أجزاء من شمال غزة" بسبب الأوضاع المتدهورة.

وفي أول تعليق رسمي لها على التقرير على منصة إكس (تويتر سابقاً)، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيدني ماكين "إن المجاعة على الأغلب تحدث الآن أو على وشك الحدوث في شمال غزة. ولا بد من اتخاذ الخطوات الفورية الآن من أجل السماح بتدفق آمن لمنع وقوع كارثة واسعة النطاق".

ويحذر الإنذار من أن "الوضع الإنساني في قطاع غزة خطير للغاية ويتدهور بسرعة. وهناك احتمال قوي بأن المجاعة باتت وشيكة في شمال غزة". وطالب باتخاذ إجراءات "فورية، في غضون أيام وليس أسابيع، من جانب جميع الأطراف التي تشارك مباشرة في الصراع، أو التي تؤثر على مساره، لتجنب هذا الوضع الكارثي والتخفيف من حدته".

وأشارت اللجنة في بيانها أنها أصدرت الإنذار "للتنبيه والتعبير عن القلق بشأن احتمال حدوث مجاعة وشيكة وكبيرة، وذلك بسبب التدهور السريع للوضع في قطاع غزة. وفي حين سيتم إجراء تحديث للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن هذا التنبيه يهدف إلى لفت الانتباه الفوري إلى الحاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من حدة هذه الكارثة الإنسانية في مناطق شمال قطاع غزة".

تقرير سابق يحذر من خطر المجاعة في قطاع غزة بأكمله

وكانت اللجنة قد حذرت في تقرير سابق لها صدر في الـ17 من الشهر الماضي بأن خطر المجاعة يحوم فوق قطاع غزة بأكمله بين شهر نوفمبر/تشرين الثاني الحالي ومايو/أيار القادم إذا لم يتم التحرك. وصنف القطاع بأكمله في شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين بمرحلة الطوارئ (المرحلة الثالثة). كما أكد أن مائة وثلاثة وثلاثين ألف فلسطيني في غزة يواجهون انعدام أمن غذائي كارثي.

ويشير الإنذار الصادر الجمعة إلى أنه ومنذ إصدار آخر تحليل للتصنيف الدولي لمخاطر الكوارث، حدث عدد من التطورات الهامة، التي أدت إلى تدهور إضافي وكارثي للأوضاع على رأسها "تصنيف إسرائيل، في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2024، شمال قطاع غزة بالكامل منطقةَ قتال وإنذار السكان المدنيين باخلاء القطاع". ومن ثم محاصرة إسرائيل للشمال وعدم تمكن المدنيين من مغادرة منازلهم. كما أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن أفراداً من طاقمها محاصرون في جباليا، قائلة: "لا يُسمح لأحد بالدخول أو الخروج؛ ومن يحاول ذلك يُطلق عليه الرصاص".

ويشير الإنذار كذلك إلى بيانات الأمم المتحدة وتحديداً مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التي تشير إلى أن "عدد شحنات المساعدات المسموح بدخولها إلى قطاع غزة أقل الآن من أي وقت مضى منذ أكتوبر 2023... وبحسب برنامج الأغذية العالمي فإن معدل عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة انخفض إلى 58 شاحنة فقط في اليوم". ويشار في هذا السياق إلى أن متوسط عدد الشاحنات التي كانت تدخل غزة قبل الحرب كان قرابة 500 شاحنة يومياً. كما يشير التقرير إلى أن ما يسمح بدخوله منذ بداية الشهر الماضي أقل من هذه النسب.

ويشير الإنذار إلى أن شح دخول المساعدات الإنسانية زاد من ارتفاع أسعار الغذاء التي كانت أصلاً مرتفعة. إذ ارتفعت بين شهري سبتمبر وأكتوبر بنسبة 77%. ومنذ بداية الحرب، فإن أسعار الغذاء ارتفعت بنسبة تصل "إلى 312%. وارتفع سعر غاز الطهي في السوق السوداء بنسبة 2612%، والديزل بنسبة 1315%، والخشب بنسبة 250%، والحفاضات بنسبة 620%. وبالتزامن مع الارتفاع الكبير والمتزايد في أسعار المواد الأساسية، كان هناك انهيار كامل لسبل العيش بحيث أصبح من الصعب شراء أو مقايضة الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى. كما انخفضت فرص العمل والدخل بحدة".

ويشير التقرير كذلك إلى استمرار وزيادة حدة ونسبة الهجمات على "مرافق الرعاية الصحية والتغذية والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك اعتقال الجيش الإسرائيلي لطواقم طبية". فضلاً عن زيادة في الهجمات على البنية التحتية المدنية بما فيها مصادر المياه والصرف الصحي. ويحذر الإنذار كذلك من عواقب قرار الكنيست الإسرائيلي بمنع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من ممارسة عملها ويشدد على أنه لا بديل لها ولطواقمها على الأرض.

ويخلص التقرير إلى أن التطورات الموضحة أعلاه "تشير للحاجة إلى تحليل جديد للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. ومع ذلك، فمن الواضح بالفعل أن السيناريو الأسوأ الذي وضعه فريق التحليل يتجسد الآن في مناطق شمال قطاع غزة. وبالتالي، يمكننا أن نفترض أن المجاعة وسوء التغذية والوفيات الزائدة بسبب سوء التغذية والمرض تتزايد بسرعة في هذه المناطق. وربما تكون عتبات المجاعة قد تم تجاوزها بالفعل أو ربما سيتم تجاوزها قريباً". 

المساهمون