أقرّت وزارة الهجرة والمهجّرين العراقية، اليوم الأحد، بصعوبة إنهاء ملف النزوح في البلاد، وأوضحت أنّ 187 ألف عائلة ما زالت حتى اليوم نازحة في المخيّمات وخارجها، داعية الى تعاون مؤسساتي وسياسي لإنهاء الملف.
ويتعارض اعتراف الوزارة مع ما أعلنته وزيرة الهجرة والمهجّرين إيفان جابرو، في نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بأنّ ملف النازحين سوف يُنهى خلال ستّة أشهر من ضمن البرنامج الحكومي. وشدّدت على أنّ هذا الموعد هو الأخير، ودعت كلّ القوى السياسية إلى عدم التدخّل في الملف.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجّرين علي جهاكير بأنّ "ما تبقّى في العراق في الوقت الحالي بشأن ملف النزوح هو 28 مخيّماً، وأنّ هذه المخيمات تضمّ 37 ألف عائلة، مع وجود 150 ألف عائلة أخرى نازحة تعيش في خارج المخيّمات". وأشار، في تصريح إلى صحيفة "المدى" المحلية، إلى أنّ "أسباباً كثيرة تحول دون عودة النازحين (...) منها اجتماعية واقتصادية وعشائرية وأمنية".
أضاف جهاكير أنّ "الوزارة تتابع احتياجات كلّ المخيّمات عبر النشاطات التي تُقام من خلال مكاتبها في مناطق المخيّمات"، وتسعى إلى "توفير المواد الغذائية والوقود واستبدال الخيم غير الصالحة، وغيرها من الإجراءات التي من شأنها أن تعزّز الخدمات وتوفّرها للنازحين".
وأكّد جهاكير أنّ "الوزارة منذ يومها الأول رفعت شعار إنهاء ملف النازحين تماشياً مع البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء، لكنّ واقع الحال أنّ ثمّة تحديات خارج إرادة الوزارة"، داعياً إلى "استمرار الشركاء من المؤسسات المعنية وقادة الرأي في التعاون معها لإنهاء هذا الملف".
ويمثّل إنهاء ملف النزوح واحدة من أهم فقرات برنامج حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي صوّت عليه البرلمان وينتظر التنفيذ، وسط حديث تصاعد أخيراً من قبل قوى سياسية عن إمكانية تراجع السوداني عن وعوده بتنفيذ التعهّدات.
وتُعَدّ سيطرة فصائل مسلحة على بعض المناطق التي نزح أهلها منها، في ناحية جُرف الصخر (في محافظة بابل وسط البلاد) وفي محافظتَي ديالى (شمال شرق) والأنبار (غرب)، ومنع أهلها من العودة إليها، أكبر التحديات التي تواجه إنهاء ملف النزوح، إلا أنّ رئيس هيئة "الحشد الشعبي" فالح الفياض تعهّد أخيراً بتسهيل عودة النازحين، وتحدّث في ديسمبر الماضي عن نتائج ملوسة في هذا الإطار، غير أنّ أيّ خطوة لم تُسجَّل في هذا الاتجاه.
ويُسجّل تقصير حكومي في تقديم الدعم للنازحين في مخيّمات البلاد، وتُتّهم الحكومة بعدم الجدية في السعي إلى إنهاء هذا الملف. وسبق أن أعلنت وزارة الهجرة والمهجّرين مرّات عدّة سعيها إلى إعادة جميع النازحين إلى مناطق سكنهم الأصلية في البلاد، إلا أنّ ذلك لم يتجاوز حدود الحديث الإعلامي الذي لم ينفّذ على أرض الواقع.
كذلك، سبق أن أعلنت الوزارة، في نهاية عام 2021، إغلاق كلّ المخيّمات في المحافظات، باستثناء تلك التي أقيمت في إقليم كردستان العراق، لكنّ الواقع يبيّن خلاف ذلك.