كشف مصدر تركي لـ"العربي الجديد"، أنّ ملف اللاجئين السوريين كان الأبرز على طاولة اللقاء الذي جمع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، أول من أمس بمنتجع سوتشي على البحر الأسود، مُلمحاً إلى تسريع وتيرة "إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم" بالتوازي مع خطة توزيعهم على الولايات التركية، بهدف تقليل تجمعاتهم.
وأكدّ المصدر التركي، أنّ عدم إكراه اللاجئين على العودة، يبيّن جدية بلاده في الفترة المقبلة، بتأمين السكن للعائدين وعدم التساهل مع المخالفين وترحيلهم إلى مناطق المعارضة، شمال غربي سورية.
وكان وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، قد كشف أمس عن عدد المنازل التي تم بناؤها في محافظة إدلب تمهيداً لتنفيذ خطة الرئيس التركي في إعادة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا إلى بلادهم، مشيراً خلال تغريدة على حسابه في تويتر، إلى الانتهاء من بناء 62 ألفاً و145 منزلاً في إدلب، وذلك من أجل تأمين عودة طوعية وآمنة ومشرفة للسوريين الموجودين في تركيا، كاشفاً عن خطة بلاده لبناء 100 ألف و603 منازل بحلول نهاية العام الجاري.
وأشار صويلو إلى أن تمويل بناء المساكن البديلة للسوريين، بدعم من المنظمات غير الحكومية وبتنسيق من إدارة الكوارث والطوارئ "بناءً على تعليمات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان" مرفقاً التغريدة بمقطع فيديو يظهر فيه المنازل التي تم بناؤها وأخرى ما تزال قيد الإنشاء.
وعاد نحو 500 ألف لاجئ سوري في تركيا إلى بلادهم، ضمن خطة العودة الطوعية من بين نحو 3 ملايين و701 ألف و584 سوريا، وفق آخر إحصاء تركي، منهم 97 ألفا و658 لديهم تصريح إقامة سياحية وإنسانية، في حين لا يزيد عدد السوريين المقيمين في مخيمات داخل تركيا عن 52 ألف لاجئ.
وتستمر وزارة الداخلية بتوزيع اللاجئين السوريين على المدن، بالتوازي مع تسريع تركيا عودة السوريين الطوعية، ضمن ما تسميه تقليل مخاطر "التكثيف السكاني" وتوزيع تمركز السوريين الذين يقيم ثلثهم في الولايات الجنوبية المحاذية للحدود السورية بواقع مليون و414 ألفاً و80 سورياً، لتتصدر ولاية عينتاب أكثر المدن الجنوبية استقطاباً للاجئين السوريين بواقع 449 ألفاً و667 شخصاً، تليها هاتاي بنحو 435 ألفاً و699 شخصاً، ثمّ شانلي أورفة بـ423 ألفاً و711 سورياً، وأخيراً كلّس الحدودية بنحو 105 آلاف شخص، في حين لم تزل إسطنبول المدينة التي تضم أكبر عدد من اللاجئين السوريين في البلاد، بمعدل 530 ألفا و234 سورية.
وتتضمن خطة وزارة الداخلية توزيع السوريين داخل تركيا مرحلتين، الأولى إغلاق تسجيل قيود جديدة في نحو 1169 حي في الولايات التي استقطبت أعداداً كبيرة، وهي المدن التي يتوجه إليها السوريون بكثافة (أنقرة، أنطاليا، أيدين، بورصة، تشاناكالي، دوزجي، أدرنة، هاتاي، إسطنبول، إزمير، كيركلاريلي، كوجالي، موغلا، سكاريا، تكيرداغ ويالوفا). وتركز المرحلة الثانية على إسكان السوريين في البلديات والمدن ذات الكثافة السكانية القليلة وفي أقضية ومحافظات على أساس تطوعي.
ويرى رئيس تجمع المحامين السوريين الأحرار في تركيا، غزوان قرنفل، أن "المشروع سينفذ لا محالة"، لكنه مخالف لقانون الحماية المؤقتة التي يقيم وفقها السوريون في تركيا، كما أن "العودة المسماة طوعية" مخالفة لالتزام الدولة التركية تجاه المواثيق والقوانين المتعلقة بحقوق اللاجئين، وذلك لأسباب عدة، أهمها أن المنطقة الآمنة بعيدة المنال وغير متوفرة حتى شمال سورية.
ويشير قرنفل خلال تصريحه لـ"العربي الجديد" أن مشروع عودة السوريين إلى شمالي غرب سورية بمحافظة إدلب، سيكون له ارتدادات على عموم السوريين في بلدان اللجوء، وربما يكون مقدمة للدول المستضيفة، خاصة لبنان والأردن، لعودة اللاجئين، لتمتد بعدها الفكرة إلى بعض البلدان الأوروبية التي بدأت قراراتها التضييقية على اللاجئين السوريين.