تظاهرة ضد بلدية عكا بعد هدم الاحتلال أربعة منازل فلسطينية

عكا

ناهد درباس

ناهد درباس
16 مارس 2023
مظاهرة ضد بلدية عكا لموافقتها على هدم أربعة منازل فلسطينية
+ الخط -

شارك حشد من أهالي عكا وعائلة أبو عيش في تظاهرة أمام مقرّ بلدية المدينة، اليوم الخميس، للمطالبة بالحقّ في السكن بعدما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أربعة من منازل العائلة في الحيّ الذي كان يُعرَف بـ"بيت الستّ" قبل النكبة.

وأتت الدعوة إلى التظاهر بعدما رأت عائلة أبو عيش نفسها أمام حلّ وحيد وهو المبيت في المقبرة المسيحية المحاذية لمنازلها التي هدمها الاحتلال قبل أكثر من شهر.

وما يحدث في عكا يبدو خطِراً، إذ إنّ مشاهد مماثلة لتلك التي تصوّر هدم منازل عائلة أبو عيش الأربعة سوف تتكرّر لتطاول منازل عائلات عربية أخرى في "حيّ بربور" بعكا. وهذا ما دفع المتظاهرين إلى إقالة رئيس بلدية عكا شمعون لانكري الذي صادق على عمليات الهدم.

وقبل ثلاثة أيام، نفّذت قوة كبيرة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي المعزّزة بعناصر من القوات الخاصة وحرس الحدود هجوماً، هدمت خلاله خيمتَين لعائلة أبو عيش في عكا نصبتهما على أنقاض ركام منازلها. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد عمدت، في 14 فبراير/ شباط الماضي، إلى هدم أربعة منازل لعائلة أبو عيش بحجّة أنّ "البناء غير مرخّص"، فيما اعتقلت ثلاثة أفراد من العائلة، الأمر الذي دفعها إلى نصب خيم لإيواء 20 فرداً، من بينهم سبعة أطفال.

الصورة
تظاهرة في عكا بعد هدم الاحتلال منازل عائلة أبو عيش 2 (العربي الجديد)
من اللافتات التي رُفعت اليوم في تظاهرة عكا (العربي الجديد)

تخبر إيفا أبو عيش "العربي الجديد": "هدموا بيوتنا وكذلك الخيم. وبعدما اشترينا الملابس والطعام من جديد، رموها مرّة أخرى"، تضيف: "أولادنا ينامون بين القبور"، مشيرة إلى أنّ ثمّة من قدّم كتباً وحقائب للأطفال غير أنّها صودرت.

 وإذ تتساءل إيفا: "كم من مرّة سوف يتبرّع الناس بالكتب؟"، تقول إنّ "هذه حقارة من قبل الشرطة. هم يريدون الهدم، لكن ما علاقة الملابس والطعام والمؤن والكتب؟"، وتوجّه الشكر لـ"كلّ من تبرّع لنا. نحن ننام في المقبرة، من دون خيم. لا نستطيع بناء أيّ خيمة من جديد، لأنّهم سوف يهدمونها أيضاً".

من جهتها، تقول نورة أبو عيش لـ"العربي الجديد": "أطالب بحقوقي في المسكن والحياة الكريمة"، مؤكدة أنّ "أولادنا ينامون على الأرض والسماء فوقهم"، وتشير إلى أنّهم "استكثروا علينا خيمتَين"، وتسأل: "لماذا؟ هل ثمّة عصابة إجرامية لجلب قوات شرطة معزّزة؟ أين حقوق الأطفال وحقوق كبار السنّ". تضيف نورة: "نحن نرى ما يحصل في العراقيب (شمال مدينة بئر السبع في صحراء النقب، جنوبي فلسطين)، ولدى إخوتنا في النقب. كلّما وقف الإنسان من أجل حقوقه فإنّه ينالها. ونحن نطالب بالعيش بكرامة، وأن تكون لهذه الأطفال منازل تؤويهم"، وتتابع: "أنا أدعم الأطفال نفسياً بصورة دائمة، لكنّ هذا أمر صعب جداً ومؤلم".

في سياق متصل، تقول العضو في الكنيست الإسرائيلي عايدة توما سليمان لـ"العربي الجديد"، إنّها عندما التقت عائلة أبو عيش، بداية، أوضحت لها أنّه "لا يمكن إصدار قرار الهدم من دون موافقة البلدية. فالبلدية هي المسؤولة، ولجنة التنظيم والبناء التي أصدرت أمر الهدم تابعة للبلدية. كان في الإمكان وقف عملية الهدم، لكنّ ثمّة عملية سطو مبرمجة على الأرض التي شُيّدت البيوت عليها بحسب ما يبدو".

تضيف: "أنا أعتقد أنّ الوقاحة وصلت (إلى حدّها) قبل يومَين. فعلى الرغم من أمر المنع، دخلت الشرطة وهدمت (المنازل)"، وتتحدّث عن "محاولة للسيطرة بالقوة على الأرض، مع عدم اكتراث لأصحاب المنازل الأربعة"، مشدّدة على أنّ "قضيتهم عادلة ونضالهم عادل ونحن إلى جانبهم".

تجدر الإشارة إلى أنّه منذ 14 فبراير الماضي، أغلقت شرطة الاحتلال كلّ الطرقات المؤدية إلى منازل العائلة ووضعت حواجز لشرطة حرس الحدود وأعلنت المنطقة "منطقة مغلقة" مع بدء الآليات بهدم المنازل.

ذات صلة

الصورة
قناة السويس من جهة الإسماعيلية، 10 يناير 2024 (سيد حسن/Getty)

سياسة

دعت جهات مصرية إلى منع مرور السفن الحربية الإسرائيلية في قناة السويس بعد توثيق مشاهد عبور سفينة حربية إسرائيلية فيها أخيراً، وسط غضب شعبي مصري.
الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.
الصورة
ما تركه المستوطنون من أشجار مقطوعة ومحصول مسروق في قرية قريوت (العربي الجديد)

سياسة

تعرضت الأراضي الزراعية في موقع "بطيشة" غربي قرية قريوت إلى الجنوب من مدينة نابلس لهجوم كبير من المستوطنين الذين قطعوا وسرقوا أشجار الزيتون المعمرة
المساهمون