شارك حشد من فلسطينيي الداخل ومدينة أم الفحم، اليوم السبت، في تظاهرة منددة بسرقة النصب التذكاري لشهداء مقبرة اللجون المهجرة.
وطالب المشاركون بإعادة النصب التذكاري لأرض مقبرة اللجون المهجرة، إثر سرقته بعد أسبوع من تنصيبه، رافعين لافتات "العنف لن يزيدنا إلا عنفواناً وإصراراً"، "وحدتنا أقوى من مؤامراتهم وبطشهم"، "لا يضيع حق وراءه مطالب".
وأزالت "دائرة أراضي إسرائيل" النصب التذكاري، وذلك بحجة أنه مكان محميّ. ويمنع تنفيذ أي نشاط يتعلق بالمبنى والمنطقة المحيطة به، بحسب لافتة وضعت في المكان.
ونظمت التظاهرة الاحتجاجية بدعوة من لجنة تخليد شهداء اللجون المهجرة وأم الفحم، التي عملت على تخليد الشهداء ووضع النصب التذكاري في البلدة المهجرة في شهر أغسطس/آب الماضي.
وفي حديث مع مريد الفريد من لجنة تخليد شهداء اللجون، قال: "علمنا أنّ دائرة أراضي إسرائيل أزالت النصب التذكاري بسبب العلم الفلسطيني، كل قبور الشهداء وضع عليها العلم، وهو الأمر نفسه الذي قمنا به في ما يخص النصب، وهذا حقنا، والأهم أن هؤلاء الشهداء سقطوا قبل قيام دولة إسرائيل".
وتابع: "إنهم خائفون من أن تحذو حذونا كل القرى العربية، ردّ الفعل سيكون الصاع صاعين ولا يمكن أن نتراجع عن هذا المشروع ونحن مستمرون فيه. وأهالي أم الفحم والمنطقة قرروا تخليد الشهداء ونفي الرواية الصهيونية التي تعتبر أنهم جاءوا إلى بلاد فارغة من الشعب".
من جهته، قال الشيخ رائد صلاح: "هذا تصرف غبي جداً ممن قاموا بسرقة هذا الشاهد على جذور لنا في اللجون، ولذلك تأتي تظاهرة اليوم لتؤكد أن الحق لا يموت، ولا يزال في داخل كل فحماوي من الرجال والنساء والصغار مطالب به".
من جانبه، قال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة إنّ "دائرة أراضي إسرائيل متخوفة من كل الأنشطة المتعلقة بتخليد شهداء فلسطين، وخاصة إذا تعلق الأمر باللجون، هذه التسمية تخيفهم لأنها تنسف ما ينسجونه من أكاذيب وأباطيل حول هذا الوطن، عندما وضعنا تلك الصخرة الجميلة التي تشبه في شكلها خريطة فلسطين ونقشنا عليها أسماء بعض الشهداء، أرعب ذلك الحركة الصهيونية، لأنهم يريدون تهجير الإنسان، والاستيلاء على الأرض واغتيال الذاكرة، ذاكرة المكان والزمان".
وأضاف بركة: "ما نقوم به طبيعي في العالم، شعب يخلد ذكرى شهدائه، لكن حتى هذا الأمر البديهي لا يستطيعون تحمله، لأن روايتهم قائمة على باطل ونحن نريد أن نؤكد العكس".
وكان نشطاء فلسطينيون من الداخل نظموا، بتاريخ 27 أغسطس/آب الماضي، فعالية في مقبرة اللجون المهجرة لتخليد ذكرى شهداء أم الفحم وقرية اللجون المهجرة إبان النكبة، وأقاموا نصباً تذكاريّاً حفرت عليه أسماء الشهداء، في حدث وطني شارك فيه مهجرو اللجون ونشطاء من فلسطينيي الداخل وأم الفحم. وبدعوة من اللجنة المبادرة لإحياء ذكرى شهداء أم الفحم وقرية اللجون، رفع الستار عن أسماء الشهداء في النصب التذكاري الحجري، وشملت 45 شهيداً منذ عام 1911 حتى النكبة عام 1948.
وسقطت قرية اللجون يوم 30 مايو/أيار من عام النكبة بيد العصابات الصهيونية، وهجر أهاليها، الذين قدّروا بنحو 1250 نسمة في عام النكبة. وتقع القرية على بعد 16 كيلومتراً شمال غرب جنين وحوالي 5 كيلومترات شمال أم الفحم في المثلث الشمالي، وأقيمت على أرضها مستعمرة مجيدو بعد النكبة. أما مسجد قرية اللجون فتحول اليوم إلى منجرة.