تعطلت منصة امتحانات الفصل الدراسي الأول للتلاميذ المصريين المقيمين في الخارج لليوم الثاني على التوالي، الأحد، ما أثار حالة من الغضب بين الأهالي الذين سددوا مبالغ تتراوح ما بين 160 و179 دولاراً كرسوم لهذه الامتحانات، عن طريق السفارة أو القنصلية المصرية بالدولة التابع لها التلميذ المتقدم للامتحان.
وعلى مدى يومين، لم يستطع التلاميذ المصريون الولوج إلى المنصة، وأداء الامتحانات للصفوف من الأول الابتدائي حتى الثاني الثانوي، ما دفع أولياء أمورهم إلى مطالبة الوزارة بتأجيل موعد الاختبارات إلى حين الانتهاء من إعداد منصة جديدة، يستطيع من خلالها ذويهم أداء الامتحانات بسهولة ويسر، وسط مطالبات بأن تكون الامتحانات ورقية على غرار العام الماضي، وإرسالها عبر البريد السريع.
وكان من المفترض أن يؤدي نحو 74 ألف تلميذ مقيم في الخارج الامتحانات إلكترونياً، إلا أن تعطل المنصة اليوم وأمس، اضطر وزارة التعليم إلى تشكيل لجنة تحقيق فورية في الأسباب التي أدت إلى تعطل إجراءات امتحانات المصريين في الخارج، والوقوف على مشكلات المنصة المخصصة لذلك، والمتسبب فيها، وتوقيع الجزاء ضد المسؤولين عنها، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة.
قررت الوزارة إتاحة نسخة ورقية من الامتحانات اليومية على المنصة، بعد انتهاء الوقت المحدد للامتحانات الإلكترونية
وقررت الوزارة إتاحة نسخة ورقية من الامتحانات اليومية على المنصة، بعد انتهاء الوقت المحدد للامتحانات الإلكترونية، وذلك لمنح الفرصة للتلميذ الذي لم يتمكن من تأدية الامتحانات بشكل إلكتروني خلال الفترة المحددة، عن طريق تحميل النسخة الورقية من الامتحان، والإجابة عليها، وإعادة رفعها عبر المنصة الإلكترونية للامتحانات، أو إرسالها عبر البريد السريع إلى مقر إدارة "أبناؤنا في الخارج"، التابعة للإدارة العامة للامتحانات بوزارة التعليم، كما حدث في العام الدراسي الماضي.
من جهتها، طالبت النائبة في مجلس النواب، مها عبد الناصر، بفتح تحقيق فوري في واقعة تعطل منصة امتحانات التلاميذ المصريين المقيمين في الخارج، ومحاسبة المسؤولين عنها.
وفي طلب إحاطة لها، قالت عبد الناصر "إن أولياء الأمور من المصريين بالخارج فوجئوا بشكاوى ذويهم حول عدم استطاعتهم الولوج إلى المنصة المخصصة لامتحانات نصف العام، وهو ما ردت عليه وزارة التربية والتعليم ببيان هزيل، نُشر على الموقع الرسمي لرئاسة الوزراء، ويفيد بمد فترة الامتحان".
وأضافت: "بيان الوزارة يستخف بعقول المصريين، ويفتقر لأبسط القواعد التي توجب الاعتراف بالمشكلة والخطأ أولاً، ثم البحث عن الخطوات المتبعة للحل"، مردفة "من يتابع تعليقات أولياء الأمور يكتشف أنه حتى الساعة السابعة مساءً بتوقيت بعض البلدان، لم يستطع أي طالب الدخول للامتحان، أو استكمال ما بدأه من أسئلة".
وتساءلت: "من المسؤول عن هذه المهزلة؟ وهل سيتم حساب المسؤولين أم سيمر الموضوع مرور الكرام؟ ولماذا لم يتم التأكد من جاهزية هذه المنصة قبل موعد الامتحانات بفترة كافية؟ وكيف يحدث ذلك في دولة تسعى إلى التحول الرقمي الكامل؟!".
بدوره، تقدم النائب محمود عصام موسى بطلب إحاطة موجه إلى وزارتي التربية والتعليم والاتصالات، بشأن تعطل منصة الامتحانات الإلكترونية للمصريين في الخارج، قائلاً: "الوزارة أعلنت عن مد الفترة الزمنية المخصصة لدخول التلاميذ المصريين بالخارج على المنصة الإلكترونية لأداء الامتحانات، حتى الساعة السادسة مساءً بتوقيت كل دولة، وهو أمر تكرر أكثر من مرة في الأعوام السابقة، حتى في الامتحانات الإلكترونية التي جرت داخل مصر".
وشدد موسى على ضرورة تشكيل لجان فنية متخصصة لوضع حلول نهائية لتلك الأزمة المتكررة، في إطار الحرص على مصلحة التلاميذ المصريين في الداخل والخارج.