تقرير سرّي للمخابرات الأميركية حول منشأ كورونا: هل طوّر كسلاح بيولوجي؟

30 أكتوبر 2021
فرضيتا المنشأ الطبيعي والتسرّب من معمل للفيروس معقولتان (Getty)
+ الخط -

قالت أجهزة المخابرات الأميركية، أمس الجمعة، إنها ربما تكون غير قادرة نهائياً على تحديد منشأ كوفيد-19 وذلك في صياغة جديدة أكثر تفصيلاً أصدرتها عن رؤيتها المتعلّقة بما إذا كان فيروس كورونا انتقل من الحيوانات إلى البشر أم تسرّب من أحد المعامل.

وقال مكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية، في تقرير نُزعت عنه السرية، إنّ كلا المنشأ الطبيعي والتسرّب من معمل افتراض معقول، في ما يتعلّق بالكيفية التي أصيب بها البشر في البدء بسارس-كوف-2. لكنه أضاف أنّ المحلّلين يختلفون حول أيّهما الأكثر ترجيحاً أو ما إذا كان ممكناً على الإطلاق الوصول إلى تقييم نهائي.

كوفيد-19
التحديثات الحية

واستبعد التقرير أيضاً الفرضيات التي تذهب إلى أنّ فيروس كورونا نشأ باعتباره سلاحاً بيولوجياً. وقال إنّ القائلين بهذه النظرية "ليس لديهم منفذ مباشر إلى معهد ووهان لعلم الفيروسات" في الصين حيث اكتشفت الإصابات الأولى بالمرض وإنهم متهمون بنشر الأكاذيب.

والتقرير الذي  صدر أمس الجمعة، هو تحديث، لتقرير أصدرته إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن في أغسطس/آب الماضي، وسط صراع سياسي داخلي حول كم يجب لوم الصين على انتشار الفيروس عالمياً عوضاً عن لوم الحكومات التي لم تتحرك بالسرعة الكافية للتصدي للجائحة.
في المقابل، انتقدت الصين، أمس الجمعة، التقرير وردّت في بيان على لسان المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، ليو بينغيو، قائلةً: "إنّ خطوة الولايات المتحدة في الاعتماد على المخابرات عوضاً عن العلم لتقصي منشأ كوفيد-19، هي مجرد مزحة سياسية". وأضاف: "إنّ الموضوع سيقلّل فقط من شأن الجهود العلمية التي تبحث في منشأ الفيروس ويُعرقل المساعي الدولية لكشفه". وبينما واجهت الصين انتقادات عالمية لكونها لم تتعاون بشكل كامل في التحقيقات حول منشأ كوفيد-19، أضاف بيان السفارة: "لقد دعمنا الجهود المبنية على العلم  لتقصي منشأ الفيروس، وسنواصل دعمنا لها. إلا أننا نتصدى بشكل صارم لمحاولات تسييس هذا الموضوع".  
واعتمد مناصرو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، تسمية "فيروس الصين"  لفيروس كورونا.
ورجّح عدد من وكالات الاستخبارات الأميركية، نظرية أنّ الفيروس نشأ في الطبيعة، لكن الإثباتات لا تزال غير كافية، بينما انتشر فيروس كورونا، في الأشهر الأخيرة، بشكل كبير وطبيعي، بين الحيوانات البرية.
وأضاف تقرير الاستخبارات الأميركية أنّ أربع وكالات استخبارات أميركية وهيئة واحدة متعددة الوكالات، قالت إنّ ثقتها "منخفضة" بنظرية أنّ كوفيد-19 نشأ بسبب حيوان مصاب أو فيروس متصل. لكن وكالة واحدة قالت، إنّ ثقتها "معتدلة"  بأنّ أول إصابة بشرية بكوفيد-19، كانت نتيجة حادثة وقعت في مختبر. ويمكن أن تكون هذه الحادثة وقعت بسبب اختبارات معينة أو تعامل مع حيوانات في معهد ووهان لعلم الفيروسات.
وتعتقد وكالات الاستخبارات الأميركية أنها لن تكون قادرة على التوصل إلى تفسير أفضل حول منشأ كوفيد-19 بدون معلومات جديدة تُوضح الطريق الذي اتبعه الفيروس للانتقال من الحيوانات إلى البشر، أو أنّ معهد ووهان كان يجري اختبارات على الفيروس أو فيروس آخر متصل به، قبل أن يظهر كوفيد-19.
وأضاف التقرير أنّ وكالات الاستخبارات الأميركية، إضافة إلى المجتمع العلمي، تفتقد إلى "نماذج مخبرية أو إلى فهم الداتا الوبائية للإصابات الأولى بكوفيد-19"، وهي ستعود إلى مراجعة هذه الخلاصة، غير الحاسمة، في حال ظهور أدلة إضافية.

(رويترز)