اتخذت مديرية التربية التابعة للنظام، في محافظة السويداء السورية، قراراً منفرداً لمواجهة تفشي فيروس كورونا في المدارس، وذلك للحدّ من انتشار الفيروس في المحافظة التي سُجّلت فيها عشرات الإصابات.
إذ اتخذت مديرية التربية في المحافظة، قراراً بتقسيم الدوام المدرسي في المدارس المكتظة بالطلاب إلى قسمين. وأوضح مدير التربية، بسام أبو محمود، أنّ كلّ قسم من الطلاب يداوم ثلاثة أيام في الأسبوع.
ووفق، أبو محمود، يداوم القسم الأول من الطلاب أيام السبت والأحد والإثنين، أما القسم الآخر فيداوم أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس.
وطالب بسام أبو محمود، في قرار سابق صدر عن مديرية تربية السويداء، العاملين في مديرية التربية والمراجعين والطلاب بالالتزام بارتداء الكمامات، وذلك ضمن الإجراءات المتّبعة للوقاية من فيروس كورونا.
وقال، عيسى (42 عاما)، لـ"العربي الجديد" إنّه لا يحقّ لمديرية التربية اتخاذ هكذا قرار، كون يوم السبت هو يوم عطلة رسمية بقرار ومرسوم، ولا يمكن إلغاؤه إلا بقرار أو مرسوم آخر، واصفاً خطة الدوام بأنها تلاعب بعقول الأهالي والطلاب.
وتمّ توجيه انتقادات عديدة لمديرية تربية السويداء ووزارة تربية النظام السوري، للإصرار على مواصلة الدوام المدرسي بظلّ الظروف الراهنة، على اعتبار الإجراءات الوقائية في المدراس في أدنى مستوياتها، إن وُجدت، خصوصاً بين طلاب المرحلة الابتدائية، لصعوبة ضبط الطلاب وإلزامهم باتباع الإجراءات.
وكان العديد من أهالي المحافظة أكّدوا أنّ القرار لن يفيد بالحدّ المطلوب. وقالت رغدة ملّاك، إنّه "يجب تعطيل المدارس لـ15 يوم، الأمر الذي يقلّل من عدد الإصابات الناتجة عن الاختلاط في المدارس، خاصة أنّ تقسيم الدوام لن يحدّ من تفشي الفيروس بين الطلاب".
واقترح، شفيق أبو حسون، أن يُقسم الدوام المدرسي إلى دوام صباحي وآخر مسائي، حيث يتمّ التركيز فقط على المواد الأساسية، كالرياضيات واللغة العربية، وإلغاء الدروس الاجتماعية والمواد الأخرى "غير الحساسة".
بدوره أكدّ مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، أنّ كافة القرارات المتّخذة بشأن الدوام المدرسي، هي قرارات ارتجالية بحاجة لدراسة أكثر، والاستهتار بالإجراءات الوقائية يسود في المدارس كما في الشارع بمحافظة السويداء.
وأضاف المصدر أنّ هناك حالة من التخبّط حول المدارس، وليس في محافظة السويداء فحسب، بل في كافة المناطق السورية. فهناك تصريحات صدرت عن جهات في وزارة التربية تقول إنّ المدراس ليست حلقة لتفشي فيروس كورونا، بينما نرى الآن في السويداء أنّ المدارس هي حلقة رئيسية في تفشي المرض. "يجب أن يكون هناك وضوح في التعامل مع هذا الأمر، حتى تكون لدى الأهالي دراية كافية بما يجب فعله".
ونقلت جهات إعلامية محلية في محافظة السويداء عن الطبيب، مجد الغضبان، وهو اختصاصي الأمراض الصدرية، قوله إنّ هناك 58 مصاباً بفيروس كورونا يصارعون لالتقاط أنفاسهم في مستشفى السويداء الوطني، مؤكداً إغلاق العديد من أقسام المستشفى بشكل متتالٍ، لتحويلها إلى أقسام عزل لمصابي فيروس كورونا.
وتصدّرت محافظة السويداء عدد الإصابات بالفيروس، وفق إحصاء وزارة الصحة التابعة للنظام السوري، السبت، وسجّلت 17 إصابة جديدة بفيروس كورونا، من أصل 90 إصابة جديدة بالفيروس سجّلتها الوزارة.