"توكللي".. قرية تركية تنجو من دمار الزلزال

24 فبراير 2023
القرية شهدت أضراراً طفيفة مقارنة بالقرى الأخرى (الأناضول)
+ الخط -

رغم مرور صدع الزلزال عبر أراضيها وشوارعها، نجت قرية "توكللي"، وسط ولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا، من الدمار، في الوقت الذي تضرّرت فيه مدن وقرى أخرى مجاورة.

وفي 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا، الأول بقوة 7.7 درجات، والثاني بقوة 7.6 درجات، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص وخلَّف دماراً مادياً ضخماً.

قرية محظوظة

سكان توكللي كانوا محظوظين، لأن قريتهم شهدت أضرارا طفيفة مقارنة بالقرى الأخرى، إذ توفي شخص واحد، وتضررت 37 منزلاً من أصل 300 في القرية.

الأضرار في المنازل الـ37 بالقرية أصابت بعض المباني المكونة من طابقين أو ثلاثة، فانهار بعضها وتعرض البعض الآخر لأضرار بالغة، فيما بقيت المنازل الأخرى من دون أن يصيبها أي شيء.

ويعيش في القرية عدد أقل من السكان في فصل الشتاء، إذ يفضل معظم أهل القرية العيش هناك في الصيف.

والصدع المتكون في القرية ناتج عن حركة "صدع شرق الأناضول"، الذي يبدأ من مدينة هاتاي وينتهي في مدينة موش مارا عبر كهرمان مرعش، ويمتد بين الصفيحتين الأناضولية والعربية، ويبلغ طوله 530 كيلومترا.

وتحيط بالصفيحة الأناضولية التي تضم معظم الأراضي التركية 3 خطوط زلزالية، الأول في الشمال عند نقاط التقائها مع الصفيحة الأوراسية، والثاني في الجنوب مع الصفيحة الأفريقية، والثالث في الشرق مع الصفيحة العربية.

من حقل إلى تلة

قبل يومين فقط من الزلزال، وبعدما عاش في العاصمة البريطانية لندن مدة 35 عاما، عاد حجي باليت لزيارة عائلته في قرية توكللي وسط كهرمان مرعش، ليشهد معهم الكارثة.

وخلال الزلزال، توفي شقيق باليت وزوجة أخيه تحت أنقاض منزله الصيفي، المكون من ثلاثة طوابق.

ولا يزال باليت، البالغ من العمر 55 عاما، ينتظر إخراج ممتلكاته من تحت أنقاض المنزل، بما في ذلك جرار زراعي.

وقال باليت للأناضول: "انهار طريق القرية، وتحول الحقل إلى تلة عقب الزلازل. نعيش الآن في خيمة وفرتها إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)".

وبحسب بيانات نشرتها "آفاد"، فإن 7 آلاف و184 هزة ارتدادية وقعت عقب الزلزال المزدوج الذي ضرب ولاية قهرمان مرعش قبل أسبوعين.

وتضررت 11 ولاية تركية من الزلزال، هي كهرمان مرعش، وغازي عنتاب، وشانلي أورفة، وديار بكر، وأضنة، وأدي يامان، وعثمانية، وهاتاي وكليس، وملاطية، وألازيغ.

عودة الحياة

تعرض منزل ولي جيفتشي، أحد سكان القرية، لأضرار جزئية، وينتظر مساعدة من الحكومة لإعادة بناء المنزل.

وقال جيفتشي، البالغ من العمر 59 عاما، للأناضول: "القرويون هم ضحايا الكوارث، كان الطقس شديد البرودة يوم الزلزال، وفي اليوم الثالث، جرى تزويدنا بالكهرباء". وأضاف: "نعود ببطء إلى الحياة الطبيعية".

وأشار جيفتشي إلى أنه وصل إلى القرية في اليوم التالي للزلزال، ولم يكن يتوقع أن يتدمر منزله بسبب الزلزال، لكن العكس هو ما حدث.

أما دوردو كويونلو (54 عاما)، أحد سكان توكللي، فقد كان موجودا في القرية يوم الزلزال.

وقال كويونلو للأناضول: "دمرت منازل القرية بعد وقت قصير من بدء الزلزال، كانت السماء تمطر، وانقطعت الكهرباء".

وأضاف: "يمر خط الصدع على بعد 100 متر من منزلي، حدثت العديد من الزلازل مؤخرا، اعتقدنا أن الزلزال الأخير كان صغيرا، لكنه لم يكن كذلك".

(الأناضول)