تونس: الراجلون أبرز ضحايا حوادث السير في رمضان
يُسيطر التوتر والعصبية المفرطة على سلوك بعض سائقي السيارات في تونس خلال شهر رمضان، ما يتسبب في زيادة حوادث السير التي تشهد ذروتها خلال الساعات الفاصلة بين الثانية ظهرا والثامنة مساء، بحسب بيانات مرصد المرور الحكومي لـ"العربي الجديد".
وكشفت بيانات المرصد، تسجيل 35 حادثاً مرورياً خلال الأيام الخمسة الأولى من شهر رمضان، مخلّفة 9 قتلى و72 جريحاً، بزيادة 50 بالمائة في عدد القتلى مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
ويعدّ الراجلون من أبرز ضحايا حوادث السير خلال شهر رمضان الحالي، وذلك بنسبة 66 بالمائة من مجموع ضحايا حوادث الطرقات.
ويقول المتحدث باسم المرصد الوطني للمرور، مراد الجويني، إنّ "الراجلين شكلوا النسبة الأعلى من عدد ضحايا حوادث السير التي جرى إحصاؤها خلال الفترة الممتدة ما بين 23 و27 مارس/ آذار الحالي"، مؤكدا أن "ذلك يستوجب تدابير وقائية أكثر صرامة لتجنّب زيادة القتلى خلال شهر الصيام".
ويوضح الجويني لـ"العربي الجديد"، أن "سلوك بعض سائقي السيارات في تونس يتغيّر بشكل لافت خلال شهر الصيام، إذ تصبح السواقة أكثر انفعالية وتوترا، إلى جانب زيادة المخالفات المتعلقة بالسير في الاتجاهات المعاكسة والسرعة وتجاوز الإشارات الضوئية".
ويضيف أن "هذه التغيرات السلوكية ترفع من نسبة الحوادث، ولا سيما القاتلة منها"، مشيرا إلى أن "أغلب الحوادث التي راح ضحيتها راجلون سُجّلت في شوارع على مقربة من الأسواق العشوائية التي تنتشر في رمضان".
ويتابع: "يفرض شهر رمضان تغيرات في أسلوب الحياة بسبب التعديلات التي تطرأ على عادات العمل والنوم وتناول الطعام، وهو ما يترك آثاره على الوظائف الحيوية، ليس على الصعيد الجسدي فقط، بل على الصعيد النفسي كذلك، وينعكس على السلوك وراء المقود".
وحذّر المتحدث باسم مرصد المرور من المجازفة بالسير في الاتجاهات المخالفة، وتجاوز إشارات المرور في الدقائق الأخيرة ما قبل موعد الإفطار، مؤكدا أن "هذه الممارسات شائعة جدا في طرقات تونس وتخلف العديد من حوادث الطرقات التي تتركز عادة في فترة ما بعد الظهر وتسببها العربات الخفيفة".
وتظهر الإحصائيات الخاصة بتوزيع حوادث المرور حسب الساعات، أن 23 بالمائة من الحوادث التي جرت في الأيام الخمسة الأولى من شهر الصيام تمت خلال الساعة الثانية والرابعة ظهرا مخلفة 22 بالمائة من القتلى و18 بالمائة من عدد الجرحى.
وتعتبر تونس من بين أكثر الدول التي تسجل حوادث على الطرقات سنوياً، وتحتل مراتب متقدمة من حيث عدد حوادث المرور، إذ تسجل معدل أربع حالات وفاة يومياً بسبب حوادث السير، وحوالى 7000 حادث سنوياً، وأكثر من 1200 حالة وفاة في السنة، وأكثر من 8000 جريح، نصفهم من فئة الشباب.
وينتظر أن تصدر سلطات تونس مجلة (نصوص قانونية) طرقات جديد يتم الاشتغال عليها بين وزارتي النقل والداخلية سيتم خلالها رفع القيمة المالية للمخالفات المرورية، وتكثيف الرصد عبر أجهزة الرادارات وربط نظام المخالفات عبر تطبيقات يتم تنزيلها على هواتف أصحاب السيارات.
ويقدّر أسطول العربات في تونس بـ1.7 مليون مركبة، ينما تبلغ الكلفة الاقتصادية لحوادث المرور حوالى 2 مليون دينار يومياً، بحسب أرقام أصدرتها جمعية تونس للسلامة المرورية عام 2022.