تونس تبدأ إجراءات استعادة رفات 6 مهاجرين دفنوا في إيطاليا

26 مارس 2024
ما لا يقل عن 3105 أشخاص فقدوا في البحر الأبيض المتوسط في عام 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الخارجية التونسية تعلن عن بدء إجراءات استعادة رفات ستة مهاجرين تونسيين دفنوا في إيطاليا بعد وفاتهم في رحلة هجرة غير نظامية، مع التأكيد على نقل الجثامين إلى تونس في غضون الأسبوع الجاري.
- استكمال إجراءات التعرف على هويات المهاجرين عبر تحاليل الحمض الجيني بعد اعتراض أسر الضحايا، وسط تأكيدات على ضرورة حماية حقوق المهاجرين من قبل السلطات التونسية.
- منظمة الهجرة الدولية تعلن عن فقدان أكثر من 3100 شخص في البحر الأبيض المتوسط في عام 2023، مع تسجيل زيادة في عدد الوفيات مقارنة بالعام السابق، مشيرةً إلى الخطر المتزايد للهجرة غير النظامية.

أعلنت الخارجية التونسية، اليوم الثلاثاء، انطلاق إجراءات استعادة رفات ستة مهاجرين تونسيين دفنوا في إيطاليا بعد أن لقوا حتفهم في رحلة هجرة غير نظامية قبالة سواحل مدينة تراباني الإيطالية.
وقالت الخارجية في بلاغ لها إنه سيتم نقل جثامين المهاجرين المتوفين منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى بلادهم على دفعتين في غضون الأسبوع الجاري.
وانطلقت مساعي استعادة جثامين المهاجرين الذين دفنوا في إيطاليا بعد اعتراض أسر الضحايا على دفن أبنائهم في التراب الإيطالي دون علمهم، وذلك عقب استكمال إجراءات التعرّف على هوياتهم عبر تحاليل الحمض الجيني.
وقالت الخارجية التونسية إن القنصلية التونسية ببالارمو دعت مصالح الداخلية التونسية لموافاتها بعيّنات السمات الجينية الخاصة بعائلات المفقودين الستة وذلك نظرا لعدم إمكانية تحديد الهويات بالاعتماد على اللوحات البصمية إثر تحلّل الجثث.
غير أن السلطات الإيطالية عمدت في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي إلى دفن الجثث الست بحجة تعفنها وعدم إمكانية الاحتفاظ بها لمدة طويلة بغرف الأموات بالمستشفى دون إعلام مسبق للمصالح الدبلوماسية لبلادهم.


وقال الناشط السياسي المهتم بشؤون الهجرة في إيطاليا، مجدي الكرباعي إن "استعادة رفات المهاجرين الذين قضوا منذ ما يزيد عن خمسة أشهر جاءت بعد مطالب عديدة لأسرهم التي تمسكت بحق استرجاع الرفات، سيما وأنه جرى التعرف على المتوفين قبل دفنهم عن طريق تحاليل الحمض الجيني التي أجريت على الأسر".
وأكد الكرباعي لـ"العربي الجديد" "تعرّض المهاجرين غير النظاميين من حاملي الجنسية التونسية إلى تضييقات عديدة ووصم حتى داخل مراكز الإيقاف، الأمر الذي دفع بأحدهم إلى محاولة الانتحار أمس الاثنين".
وشدد المتحدث على "ضرورة تدخل السلطات التونسية لحماية المهاجرين وضمان عدم انتهاك حقوقهم من قبل السلطات الإيطالية أحياء كانوا أو أمواتا"، معتبرا أن "استعادة الرفات من ضمن حق أسرهم".
واعتبرت الخارجية التونسية أن دفن المهاجرين التونسيين في إيطاليا "يبقى حادثة استثنائية باعتبار أن الدولة التونسية ممثلة في بعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية، مجنّدة لمتابعة تأمين عمليات ترحيل جثامين المتوفّين إلى تونس في أفضل الآجال رغم تعقد الإجراءات وتشعّبها في أغلب الدول، وتتحمّل في ذلك أعباء مالية ثقيلة ومتزايدة".
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية اليوم أن ما لا يقل عن 3105 أشخاص فقدوا في البحر الأبيض المتوسط في عام 2023، مقارنةً بـ2411 شخصًا في عام 2022.

وأكدت المنظمة في تقرير أصدرته بمناسبة مرور 10 سنوات على مشروع المهاجرين المفقودين أن معظم الأرواح فقدت في وسط البحر الأبيض المتوسط بين شمال أفريقيا وإيطاليا، حيث تم تسجيل 2476 حالة وفاة واختفاء مقارنة بـ1417 حالة في عام 2022. وترتبط الزيادة في الوفيات على الأرجح بزيادة عدد المغادرين، وبالتالي تحطم السفن، قبالة سواحل تونس، حيث لقي ما لا يقل عن 729 شخصًا حتفهم بالقرب من الساحل التونسي في عام 2023، مقارنة بـ462 شخصًا في عام 2022.