انطلقت عملية تطعيم الطواقم الطبية ضد فيروس كورونا في تونس، السبت، بعد أيام من وصول 30 ألف جرعة من اللقاح الروسي "سبوتنيك في" من مجموع 4 ملايين جرعة طلبت السلطات الصحية التونسية الحصول عليها من مخابر عديدة.
وتلقّى الطبيب الرئيس في قسم الطوارئ الصحي بالعاصمة، سمير عبد المؤمن، وعضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، جليلة بن خليل، والممرضة محرزية الهمامي، اللقاحات الثلاث الأولى في العاصمة تونس، خلال الإطلاق الرسمي لحملة التطعيم التي افتتحت في ذات التوقيت في مختلف المحافظات.
وقال عبد المؤمن (62 سنة)، إنه أراد أن يكون أول الملقحين في إطار الحصة المخصصة لمهنيي الصحة لتشجيع المواطنين والزملاء على التلقيح لأهميته في رفع المناعة العامة، والشفاء من الفيروس، مضيفاً لـ"العربي الجديد": "قضينا 13 شهراً في مكافحة شرسة للفيروس داخل أقسام الطوارئ، ومختلف الوحدات الصحية في البلاد، والتلقيح هو العلاج الأكثر فاعلية اليوم بعد مجهود عالمي كبير بذلته المخابر لكبح كورونا".
ودعا التونسيين إلى التسجيل بكثافة على منصة التلقيح "إيفاكس"، والإقبال على مراكز التطعيم في إطار الاستراتيجية التي أعلنتها وزارة الصحة من أجل محاصرة الوباء، مشيراً إلى أنه سبق أن كان من أول الملقحين في عام 2009، ضد فيروس "إتش 1 إن1 " الذي يعرف باسم "إنفلونزا الخنازير".
وكان سمير عبد المؤمن أول طبيب تونسي يواجه فيروس كورونا في مارس/ آذار 2020، بعد أن تطوّع لمرافقة تونسيَّين عادا من "ووهان" الصينية إبان بدء الجائحة الصحية، خلال أول حجر صحي في تونس، وقضى 14 يوماً في مركز للحجر الصحي أخفت السلطات الصحية حينها موقعه، مكلّفاً مراقبة الوضع الصحي للعائدين من أول بؤرة للفيروس في العالم، بالتعاون مع طاقم من الطب العسكري.
ووفق استراتيجية وزارة الصحة التونسية، فإن أولوية التطعيم ضد كورونا ستكون لكبار السن والعاملين في مجال الصحة، وتترقب تونس خلال الشهر الجاري وصول دفعات جديدة من اللقاحات، من بينها 137 ألف جرعة من لقاح "أسترازينيكا" البريطاني، و94 ألفاً و600 جرعة من "بيونتيك/ فايزر" الألماني الأميركي.
وأعلنت الوزارة أن الجرعات التي ستحصل عليها تونس، ستكون كافية لتطعيم 50 في المائة من السكان، ويبلغ إجمالي عدد سكان تونس 11 مليون نسمة.