تونس: تعويل على زكاة الفطر لجمع 6 ملايين دينار لدعم الأطفال فاقدي السند
يدفع نشطاء ومنظمات أهلية إلى توجيه قسط مهم من زكاة الفطر نحو قرى الأطفال فاقدي السند بهدف تحسين مستويات الخدمة والتعهد بهذه الفئة التي تتوسع احتياجاتها من عام إلى آخر مع ارتفاع مستويات الفقر وزيادة نسب الطفولة المهددة.
وأطلقت الجمعية التونسية لقرى الأطفال فاقدي السند "إس أو إس" حملة تدوم ثلاثة أشهر لجمع التبرعات المتأتية من زكاة الفطر عبر خدمة الرسائل القصيرة بالتعاون مع مشغلي الهواتف الجوالة في تونس.
واليوم، الأربعاء، أعلن مفتي الديار التونسية هشام بن محمود أن مقدار زكاة الفطر هذا العام ستكون بقيمة دينارين (حوالي 700 سنت)، وسبق أن دعا المفتي التونسيين إلى التبرع بكثافة لفائدة المؤسسة الحاضنة للأطفال المحرومين من السند الأسرى.
وقال المدير الوطني للجمعية التونسية لقرى "إس أو إس" (أقدم جمعية مدنية حاضنة للأطفال فاقدي السند في تونس)، أشرف السعيدي: "إن الغاية من إطلاق الحملة في نسختها الخامسة هو جمع تبرعات بقيمة 6 ملايين دينار هذا العام مقابل تبرعات بقيمة 600 ألف دينار السنة الماضية".
وأكد السعيدي في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الجمعية تعوّل هذا العام "على جهد المتبرعين من أجل مضاعفة المبلغ المحصل العام الماضي 10 مرات"، مؤكدا أن "التبرعات هي رافد مالي مهم لتحسين خدمة رعاية الأطفال فاقدي السند".
وتعوّل الجمعية على التبرعات هذا العام من أجل بناء 15 منزلا عائليا جديدا لإيواء 80 طفلا إضافيا داخل القرى الأربع التي تديرها الجمعية، إلى جانب التعهد بـ2500 طفل داخل أسرهم الطبيعية، بحسب المتحدث.
وقال "خدمة الإرسالية القصيرة التي تم إطلاقها بقيمة زكاة الفطر نفسها لهذا العام، ونأمل أن تحقق الحملة التي ستتواصل إلى غاية شهر جوان ـ حزيران (يونيو) أهدافها".
وتعتمد الجمعية التونسية لقرى الأطفال "إس أو إس" على آليات التبرع لتعبئة قرابة 80 بالمائة من ميزانيتها السنوية لتغطية الحاجيات اليومية للأطفال المحضونين من إعاشة ورعاية صحية واجتماعية وإحاطة تربوية ونفسية فضلا عن برنامج دعم الأسرة المتمثل في الإحاطة بالأطفال المهددين داخل أسرهم، في حين توفر الدولة 20 بالمائة من هذه الميزانية.
وأعلنت الجمعية أن القرى الأربع التي تشرف على تسييرها (قمرت وسليانة والمحرس وأكودة)، تحتاج إلى موارد ضرورية لا تقل عن 6 ملايين دينار، أي نحو 1.9 مليون دولار، ستخصص لإعادة بناء قرية سليانة التي تشكو بنيتها التحتية من وضعية متردية وصيانة باقي القرى.
وتوفّر الجمعية التونسية لقرى الأطفال الإعاشة والرعاية الاجتماعية والتربوية والإحاطة النفسية لنحو 2500 طفل، في حين يقدر عدد الأطفال المهددين الذين يحتاجون إلى خدمات قرى (S.O.S) في تونس بأكثر من 31 ألف طفل.
وتعَدّ مؤسسة "إس أو إس" واحدة من بين أهم دور رعاية الأطفال فاقدي السند في تونس، ويعود نشاطها إلى نحو 40 عاماً في البلاد، علماً أنّها كانت قد أُسّست في النمسا في عام 1949 قبل أن تنتشر في كلّ أنحاء العالم. ومحلياً، تواجه منذ سنوات وضعاً مالياً صعباً يؤثّر على نوعية الخدمات المقدّمة لفائدة الأطفال وقدرتها على توسيع طاقة الإيواء.