تُخطّط منظمات مدنية تونسية تهتم بالمجال البيئي، لاستهداف نحو 100 ألف تلميذ، بالتدريب على الفرز الانتقائي للنفايات، وذلك في إطار شراكة مع وزارة التربية تم توقيعها أخيراً، تسعى إلى تنشئة التلاميذ على الممارسات البيئية السليمة عبر تدوير النفايات.
وتُشكّل النفايات في تونس عبئاً كبيراً على البيئة، إذ لا تتجاوز النفايات المدورة 4 بالمائة من مجموع الفضلات المنزلية التي تزيد عن 3 ملايين طن سنوياً.
وتعتبر المنظمات المدنية المهتمة بالبيئة أن تحسين نسب تدوير النفايات هو الحل الأنجع لحماية تونس من مخاطر التلوث المتصاعدة.
وتراهن هذه المنظمات على الأطفال وتلاميذ المدارس لنشر ممارسات بيئية جديدة تقوم على الفرز الانتقائي للنفايات داخل المؤسسات التعليمية، وذلك بتخصيص حاويات للنفايات القابلة للتدوير، ولا سيما منها البلاستيك والورق والبلور.
وتقدّم المنظمات التي دخلت في شراكة مع وزارة التربية، أخيراً، لتلاميذ المدارس حصصاً تدريبية في الفرز الانتقائي للفضلات، على أن يتم لاحقاً رفعها من قبل مجمعين متخصصين يشاركون في المشروع.
ويقول المتحدث باسم شبكة تونس الخضراء (جمعيات مدنية تنشط في المجال البيئي)، حسام حمدي، إنّ "3 جمعيات مدنية منخرطة حالياً في مشروع تدريب الأطفال على الفرز الانتقائي للفضلات الذي يستهدف 100 ألف طفل في غضون عام 2025".
وأكد حمدي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن المشروع في مرحلته الأولى استهدف 20 ألف طفل في 50 مدرسة في مختلف محافظات البلاد، إذ تلقى التلاميذ والأطر التربوية تدريبات على تثمين النفايات التي تفرزها المدارس. وأضاف "نراهن على الناشئة لأنها فئة متقبلة جداً للممارسات البيئية السليمة التي ستمكن لاحقاً من تحسين الوضع البيئي في البلاد".
وأشار إلى أن التلاميذ يشكلون أيضاً قوة اقتراحية، إذ تعتمد أفكارهم أيضاً من قبل الجمعيات لتطوير تدخلاتها في المدارس، لافتاً إلى أن مشروع تدريب الأطفال على الممارسات البيئية السليمة يحقق نتائج جيدة.
ويعتبر المتحدث أن الأطفال فئة منخرطة جداً في العمل البيئي، إذ يشاركون بكثافة في مشاريع فرز الفضلات والمساحات الخضراء التي تحدث في المؤسسات التعليمية، لافتاً إلى أن النفايات القابلة للتدوير تشكل 30 بالمائة من مجموع النفايات المنزلية.
ويوضح أن انخراط الناشئة في هذه المشاريع يحفز المنظمات المدنية على توسعة نشاطاتها، إذ تخطط المنظمات إلى إطلاق مشاريع تدريب جديدة في التصرف الرشيد في الطاقة والموارد المائية.
ويتابع أن التغيرات المناخية وتدهور الوضع البيئي يفرضان سياسات جديدة في التعامل مع النفايات والموارد الطبيعية، من أجل ضمان ديمومة الموارد للأجيال المقبلة.
ويشكل البلاستيك ما بين 10 و15 بالمائة من النفايات القابلة للتدوير، بينما يمثل الورق نسبة 10 بالمائة، والبلور 8 بالمائة. وتقدر النفايات المنزلية بحوالي 3 مليون طن سنوياً، يتم استقطابها في 11 مكباً مراقباً قانونياً تتصرف فيها ثلاث شركات خاصة، في حين لا تتوفر أرقام رسمية عن عدد المكبات العشوائية.