في تأكيد لتغيّر العادات الاجتماعية للطلاب في الجامعات الأميركية خلال فترة تفشي وباء كورونا والتي ترافقت مع عمليات إغلاق عامة وأخرى للحرم الجامعي تحديداً، أظهرت الدراسة الاستقصائية السنوية لمراقبة المستقبل التي تجريها جامعة "ميشيغن" أن استخدام هؤلاء الطلاب مخدرات الماريجوانا بلغ أرقاماً قياسية، في حين انخفض استهلاكهم للكحول.
وكشفت الدراسة التي نشرها موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" وشملت 1550 طالباً أجابوا عن أسئلة خلال الفترة بين مارس/ آذار ونوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2020، أن نسبة 44 في المائة أقرّت باستخدام الماريجوانا خلال هذا العام. وعلّقت بأن "هذا المستوى هو الأعلى خلال 35 عاماً، ويمثل زيادة مقدارها 6 نقاط مئوية خلال 5 سنوات، ويعني أن معدل تعاطي القنب بين الطلاب الجامعيين مماثل للشباب غير الجامعيين من العمر ذاته".
وارتفعت إلى 8 في المائة نسبة الطلاب الذين أكدوا أنهم استهلكوا الماريجوانا في شكل يومي أو شبه يومي، مقارنة بـ 5 في المائة عام 2015، علماً أن عشرات الولايات الأميركية تشرّع الاستخدام الطبي للماريجوانا، فيما زاد عدد الولايات التي تسمح بالاستخدام الترفيهي للمادة إلى 16 بحلول عام 2021.
والأكيد أن هذه الأرقام ستزيد قلق الجامعات، علماً أن دراسة أجريت عام 2018 وجدت أن طلاباً في ولايات شرّعت مجرد الاستخدام الطبي للماريجوانا أمضوا وقتاً أقل في الدراسة بنسبة 20 في المائة، مقارنة بأولئك في ولايات حظرت هذه المادة.
ووجدت الدراسة أن 9 في المائة من الطلاب الجامعيين أبلغوا عن استخدامهم مواد مهلوسة مثل "إل إس دي" أو "سيلوسيبين" (الفطر السحري) عام 2020، في مقابل 5 في المائة عام 2019. في المقابل، اعترف 56 في المائة من الطلاب بشرب الكحول خلال فترة 30 يوماً عام 2020، في مقابل 62 في المائة عام 2019. وأفاد 28 في المائة منهم بأنهم كانوا في حال سكر مقارنة بـ 35 في المائة عام 2019. وقالت مديرة المعهد الوطني لتعاطي المخدرات نورا فولكو إن "كورونا غيّر طريقة تفاعل الشباب مع بعضهم بعضا"، فيما اعتبر أستاذ علم النفس والباحث الرئيسي في دراسة مراقبة المستقبل جون شولينبيرغ أن "الانخفاض التاريخي في الإفراط بتناول الكحول يعكس تأثير جائحة كورونا على صعيد تقليل الوقت بين أصدقاء الكلية".
إلى ذلك، أظهرت الدراسة أن تدخين السجائر سجل انخفاضاً جديداً بنسبة 4 في المائة بين طلاب الجامعات، وكذلك الاستخدام غير الطبي لـ "الأمفيتامين" الذي يعالج اضطرابات نقص الانتباه والنشاط المفرط وقلة النوم، إلى 6.5 في المائة.