ارتفع معدّل جرائم القتل في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية بشكل ملحوظ، أخيراً، وسط حالة من الفلتان الأمني في مدينة الحسكة التي تخضع لسيطرة قوات سورية الديمقراطية "قسد"، فيما يخضع المربع الأمني في المدينة لسيطرة قوات النظام السوري.
ومن بين الجرائم التي هزّت سكان المنطقة أخيراً، جريمة قتل أودت بحياة فاطمة شيخموس أحمد في ريف الحسكة، وقد أصدرت القوى الأمنية التابعة لقوات سورية الديمقراطية بياناً تؤكد فيه إلقاء القبض على الجناة.
وأوضح البيان أنّ الجريمة وقعت على الطريق الواصل بين مدينتَي القامشلي والحسكة، وبعد المتابعة أُلقي القبض على شخصَين يُشتبه في ضلوعهما في الجريمة، وأنّ الاستجواب والبحث في تفاصيل "الجريمة البشعة" مستمرّان.
تجدر الإشارة إلى أنّ فاطمة شيخموس أحمد من أبناء حيّ العزيزية بمدينة الحسكة، وكانت في زيارة لأهلها في مدينة القامشلي، وقُتلت خلال عودتها إلى الحسكة عند مفرق قرية بكو بطلق ناري، علماً أنّ المجوهرات التي تحملها سُرقت وقد سُجّلت الجريمة حينها ضدّ مجهولين.
وفي السادس من سبتمبر/ أيلول الجاري، تعرّض الشاب خالد غنام للطعن على يد مجهولين، ونُقل إلى مستشفى الحكمة بمدينة الحسكة. كذلك عُثر على جثة سليمان رمضان الحمادي في الثالث من الشهر ذاته على طريق السدّ بعد يوم من اختفائه، علماً أنّ الجناة أقدموا على سرقة نصف مليون ليرة سورية كانت في حوزته بالإضافة إلى سيارته.
ومن الجرائم الشنيعة التي وقعت في المنطقة، ما ارتُكب في حقّ الطفلة آية سليمان الهجيج، وهي من الأشخاص ذوي الإعاقة، التي فارقت الحياة في السابع من سبتمبر على أثر تعرّضها لطعنات عدّة بعد اختطافها في الأوّل من الشهر ذاته. وقد أصدرت "منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة" بياناً أدانت فيه الجريمة، مطالبة الجهات المختصة بإنزال أشدّ العقوبات بالفاعلين.
وتثير تلك الجرائم مخاوف بين أهالي مدينة الحسكة، عابد محمود واحد منهم. بالنسبة إليه، فإنّ "سبب ارتفاع الجريمة يعود إلى الفوضى وانتشار المخدرات". ويوضح محمود لـ"العربي الجديد" أنّ "متعاطي المخدرات قد يفعل أيّ شيء للحصول على ما يريده".
ويشير مصدر خاص لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "الوضع في مدينة الحسكة أخطر ممّا هو عليه في مدينة القامشلي بكثير، خصوصاً مع ارتفاع معدّل الجريمة فيها، وتجاهل مسألة ضبط الأمن في الوقت الذي يتخوّف فيه الأهالي من التجوّل ليلاً كما في السابق". يضيف أنّه لوحظ "تراجع في التنقّل بشكل فردي على الطرقات خوفاً من الاختطاف والقتل".
وبحسب قاعدة البيانات العالمية "نومبيو"، فإنّ سورية تحلّ في المركز الثاني بمعدّل الجريمة في آسيا بعد أفغانستان، وذلك ابتداءً من منتصف العام الجاري. أمّا إحصاءات محلية، فتبيّن أنّ نحو 20 جريمة قتل ارتُكبت ما بين أغسطس/ آب الماضي والثامن من سبتمبر الجاري، فيما لم تصدر أيّ إحصائية رسمية عن مجلس العدالة الاجتماعية التابع للإدارة الذاتية المسؤول عن مثل هذه الإحصاءات.