جهود لإزالة الأنقاض قبل عودة الأهالي إلى إدلب

13 ديسمبر 2024
خلال العمل على إزالة الأنقاض في معرة النعمان (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تعمل فرق الدفاع المدني السوري على إزالة الأنقاض وفتح الطرقات في ريف إدلب الجنوبي والشرقي لتسهيل عودة السكان ووصول المساعدات الإنسانية، مع التركيز على إزالة السواتر والخنادق وتقديم الإسعافات وانتشال الجثامين.
- تواجه الفرق تحديات كبيرة بسبب حجم الدمار الهائل، حيث تتركز الجهود في المناطق الحيوية والمراكز الخدماتية لتسهيل عودة المدنيين، مع تعرض معظم المنازل في معرة النعمان وريفها لأضرار جسيمة.
- تعمدت قوات النظام المخلوع قطع الطرقات وزرع الألغام، مما يشكل خطراً على المدنيين، وتعمل فرق الدفاع المدني على إزالة هذه العوائق لتأمين الطرقات وعودة الأهالي، مع تسجيل 1415 مبنى متضرراً في إدلب.

وسّعت فرق الدفاع المدني السوري عملياتها في مناطق سورية عدة بحسب الإمكانيات المتاحة. وفي الوقت الحالي، تركز فرق مختصة منها على إزالة الأنقاض من مناطق في ريف إدلب الجنوبي والشرقي التي شهدت دماراً واسعاً بسبب عمليات القصف والتدمير من قبل النظام المخلوع خلال السنوات الماضية.

وبدأت فرق المنظمة عمليات فتح الطرقات وإزالة الأنقاض في خطوة تهدف إلى تسهيل عودة السكان ووصول المنظمات الإنسانية والمؤسسات إلى تلك المناطق. وأوضح عضو مجلس إدارة الخوذ البيضاء أحمد يازجي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "في الدرجة الأولى، ومع بداية تغير خريطة السيطرة والانهيارات في نظام الأسد، بدأنا توسيع أعمالنا وفق خطة عمل متكاملة لتغطية كافة المناطق السورية وفق أولوية الحاجة للخدمات وبحسب قدراتنا وإمكاناتنا. خدماتنا تشمل كل المناطق التي يمكننا الوصول إليها من حلب شمالاً حتى درعا جنوباً، ومن الساحل غرباً إلى دير الزور شرقاً. أطلقنا في المرحلة الأولى حملة أمل العائدين بهدف إزالة الأنقاض ومخلفات الحرب وفتح الطرقات وإزالة السواتر والخنادق، وتقديم خدمة الإسعاف وانتشال الجثامين في هذه المناطق وتوثيقها ودفنها بطريقة لائقة وكريمة تحافظ على الكرامة البشرية وتمكن من القدرة على التعرف إليها في المستقبل".

تابع يازجي: "مناطق ريف إدلب الجنوبي والشرقي مدمرة، سواء بسبب مخلفات الحرب أو بسبب السواتر والخنادق. حالياً، بدأنا بخطوات أولى لفتح الطرقات وإزالة الأنقاض من المناطق الحيوية والمراكز الخدماتية، نظراً لأن حجم الأنقاض هائل وكأن المناطق ضربها زلزال بقوة ثماني درجات على مقياس ريختر. هناك دمار كلي في كافة المناطق، وإزالة الأنقاض لفتح الطرقات هي جزئية مهمة جداً. الدمار كبير في كل مناطق ريف إدلب الجنوبي والشرقي وريف حماة الشمالي والغربي. وهذه خطوة مهمة جداً لكونها تساهم في عودة المدنيين وتسهيل الخدمات التي تقدمها المؤسسات والمنظمات الإنسانية".

يشار إلى أن معظم المنازل في منطقة معرة النعمان وريفها تعرضت لأضرار هائلة، جنوب إدلب، كما أكد عيسى العمر، المتحدر من ريف المنطقة، والذي أوضح في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المنازل لم تدمر بسبب القصف فحسب، إنما عملت قوات النظام المخلوع وشبيحته على تدمير المنازل لاستخراج القضبان الحديدية من الأسقف، ودمرت الجدران لتسهيل إخراج النوافذ منها والأبواب". أضاف: "في مدينة معرة النعمان والقرى المحيطة بها، الكثير من الشوارع مغلقة بسبب الركام. إزالته تحتاج جهوداً ضخمة للغاية، الدفاع المدني يعمل بكل جهد على ذلك، لكن إزالة كل هذا الركام تفوق طاقة متطوعيه".

معرة النعمان (العربي الجديد)
دمار كبير في معرة النعمان (العربي الجديد)

وعمدت قوات النظام المخلوع إلى قطع الطرقات برفع السواتر الترابية ووضع الحواجز فيها مستخدمة ركام الأبنية والصخور، فضلاً عن زرع الألغام والعبوات الناسفة، الأمر الذي لا يزال يشكل خطراً على حياة المدنيين، وفتح الطرقات في الوقت الحالي عملية مهمة تقوم بتنفيذها منظمة الدفاع المدني السوري.

من جهته، أشار الأربعيني عبيدة الكنج، المتحدر من ريف إدلب الشرقي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن بعض الطرقات خطرة بسبب الألغام، وبات الركام في كافة بلدات المنطقة بسبب المنازل المهدمة، والأهالي لن يعودوا خلال الفترة الحالية إلى حين تأمين الطرقات وإزالة الأنقاض سواء بجهود محلية أو بجهود الدفاع المدني السوري.

أضاف الكنج أن "فتح الطرقات وإزالة الأنقاض سيسهلان علينا في الفترة المقبلة إعادة ترميم منازلنا وعودة المواصلات وحركة الأهالي لتعود الحياة فيها، وهذا ما ننتظره".

ووفقاً لتقرير صادر عن معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب في مارس/ آذار 2019، بلغ عدد المباني المتضررة في محافظة إدلب 1415 مبنى، منها 311 مبنى مدمر كلياً، و418 مبنى مدمر بشكل بالغ، و686 مبنى مدمر جزئياً.