أصيب مواطنون سوريون بتسمّم غذائي جرّاء تناولهم وجبات فاسدة تلقّوها في مركز إيواء يقع في حيّ بستان القصر بمدينة حلب شمالي سورية، يوم أمس الأحد. والمركز يؤوي متضرّرين من الزلزال الذي ضرب الشمال السوري والجنوب التركي في السادس من فبراير/شباط الجاري.
وبعدما راحت المعلومات تتضارب حول أعداد الأشخاص المصابين بالتسمّم، بيّنت مديرية صحة حلب التابعة لحكومة النظام السوري، بحسب ما أفاد مديرها زياد الحاج طه موقع "هاشتاغ" الموالي للنظام، أنّ مستشفى الرازي ومستشفى حلب الجامعي استقبلا نحو 15 حالة طارئة يشكو أصحابها من غثيان وتقيؤ وألم في البطن، موضحاً أنّ هؤلاء جميعاً من مركز الإيواء نفسه في حيّ بستان القصر. وأضاف الحاج طه أنّ المصابين تلقّوا العلاج اللازم، مشيراً إلى أنّه من الممكن أن يكون من بين المصابين الذين نُقلوا إلى المستشفيَين أشخاص يعانون من "أعراض برد".
أضاف الحاج طه أنّ "عيّنات أُخذت من 10 آلاف وجبة وُزّعت، أمس، في أكثر من مركز إيواء"، علماً أنّ أيّ معلومات عن حالات تسمّم أخرى لم ترد من مواقع أخرى غير المركز الواقع في حيّ بستان القصر. وتابع أنّ "نتائج تحليل العيّنات سوف تصدر اليوم للتأكد من خلوّها من أيّ مواد جرثومية أو غير صحية".
من جهتها، نقلت إذاعة "المدينة إف إم" الموالية للنظام عن مصدر لم تسمّه أنّ عدد المصابين الذين نُقلوا إلى مستشفيَي الرازي وحلب الجامعي من مركز الإيواء بلغ 40 مصاباً بالتسمّم، تلقّى معظمهم العلاج في حين بقي بعض منهم تحت المراقبة. ولفت المصدر إلى أنّ الأرقام تتضارب في ما يخصّ عدد المصابين وماهية الوجبات والجهة المسؤولة عن إعدادها وتوزيعها.
وأضاف المصدر نفسه أنّ "المصابين تناولوا الوجبات نفسها التي وُزّعت في عدد كبير من المراكز"، مؤكداً أنّه لم يُكشَف عن أيّ إصابات في خارج المركز المذكور، وأنّ التحقيق جارٍ لمعرفة أسباب الإصابات.
في سياق متصل، أفادت مصادر محلية في حيّ بستان القصر بأنّ حالات التسمّم وقعت في "مدرسة التحرير" بالحيّ، التي حُوّلت إلى مركز إيواء خاص بالمتضرّرين من الزلزال. وأشارت إلى أنّ الوجبات الموزّعة على المصابين مؤلّفة من "أرزّ ودجاج مكسيكانو". وقد أرجعت الناشطة ولاء فتوح، من حلب، في منشور على "فيسبوك"، سبب الإصابات إلى قلّة الاهتمام بالنظافة، ورأت أنّ "الأهالي إذا لم يتسمّموا من الطعام فإنّ قلة النظافة والبرد كفيلان بذلك".
وأكد مصدر خاص لـ"العربي الجديد" أنّ لا أرقام دقيقة، حتى الساعة، لأعداد المصابين بتسمّم من جرّاء تناول تلك الوجبات، كذلك لا يُعرَف إن كانت الإصابات محصورة في مدرسة التحرير الابتدائية بحيّ بستان القصر أم في مراكز إيواء أخرى. وتابع أنّ الأهالي يعانون في الوقت الحالي من عدم توفّر وسائل تدفئة في مراكز الإيواء، في حين أنّهم ينتظرون معرفة مصيرهم وإلى أين سوف يُنقلون بعدما هجّرهم الزلزال من بيوتهم.
تجدر الإشارة إلى أنّ "الأمانة السورية للتنمية" وهي منظمة غير حكومية تنشط في مناطق سيطرة النظام السوري، قد أفادت في الإحصائية الأخيرة التي نشرتها قبل أيام بأنّ 54 مبنى دُمّرت بالكامل في مدينة حلب، فيما أزيل 220 مبنى آخر بعد وقوع الزلزال، إلى جانب 306 مباني غير صالحة للسكن في المدينة و2.286 آخر في حاجة إلى تدعيم.