تعمل الشابة الفلسطينية سمر الغول على تجميع السيدات والشابات والفتيات والأطفال داخل "استوديو" خاص بها لتُقدّم إليهم مجموعة من الورشات التعليمية، التي تكسبهم فنّ الحرف اليدوية التي يُستخدَم فيها النسيج أو "النول"، وبعض الفخار والمشغولات الأخرى.
ويستقبل الاستوديو الذي يحمل اسم "حرفة" جميع الفئات العمرية من الأطفال والفتيات والشابات والسيدات، إلى جانب بعض العائلات، بحيث يُجمَع الأزواج وأبناؤهم في ورشة يعملون فيها على ممارسة أنشطة فنية تستهدف بدرجة أساسية التفريغ النفسي.
وخلال هذه الأنشطة، يجري إكسابهم بعض المهارات المتعلقة برسم الشخصيات أو صناعة فواصل الكتب والمشغولات اليدوية، كالمكرميات أو فنّ الديكور، وأيضاً النسيج باستخدام الخيوط، عبر مجموعة من الورش اليومية التي تُقام في الاستوديو.
وتحرص الشابة الفلسطينية على تقديم مجموعة كبيرة من هذه الورش الفنية مجاناً أو مقابل رسوم رمزية لا يتجاوز بعضها مبلغ 35 شيكلاً (نحو 10 دولارات)، لا يستهدف الربح، بل توفير المستلزمات الأساسية لاستخدامها خلال العمل في تنفيذ النشاط الفني الخاص بالورشة.
وتركز الغول في الأنشطة على إحداث حالة من التفريغ النفسي الصحي للمشاركين في ضوء تلاحق الحروب الإسرائيلية على القطاع والضغوط النفسية الناجمة عن استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للعام السابع عشر على التوالي، وما نجم عنه من أزمات مركبة.
ويشهد "استوديو حرفة" إقبالاً كبيراً على تعلم ورش المشغولات اليدوية، لكونها تفتح آفاقاً عديدة للسيدات لافتتاح مشاريع خاصة بهن، في ظل استمرار انتشار البطالة في القطاع، إلى جانب رغبة الكثير منهن في تعلم حرف مهنية يدوية، في ظل غياب فرص العمل للكثير من الخريجات.
وتقول سمر الغول لـ"العربي الجديد" إن السبب الرئيسي وراء افتتاحها لهذا الاستوديو كان رغبتها في أن تنقل تجربتها في استخدام هذه الأدوات والمهارات الفنية لإحداث نوع من التفريغ النفسي للسيدات والفتيات، وحتى العائلات.
وتضيف الغول أنها استخدمت مواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ مكثف من أجل التعريف بفكرة حرفة والترويج لورش العمل التي يقدمها الاستوديو الفني الخاص بها، والذي يعمل يومياً منذ ساعات الصباح الباكر وحتى المساء ليقدم الورش الفنية المتنوعة.
وتوضح أنها تعمل خلال الورش على مساعدة المشتركين في صناعة فواصل الكتب أو "فن العقدة" أو "المكرمية" (نظم الخيوط وحبكها)، وغيرها من الفنون، في إنجاز هذه الأعمال، ثم منح مخرجات هذه الورشة للمشاركين فيها من أجل الاستفادة منها، وهو ما جعل الكثيرين منهم يواصلون العمل في ما تعلموه.
وبحسب الغول، فإنها تعمل على الدمج بين فن النسيج والمكرمية، لاستغلال الأدوات المستخدمة داخل الورشة، فضلاً عن اختيار الألوان المستخدمة بحرص، وهو ما تسعى لنقله إلى المشاركين في الورش التدريبية من أجل مساعدتهم في إخراج المنتج النهائي بجودة عالية.
أما المتطوعة هدى لولو (16 عاماً)، فتحرص هي الأخرى على المشاركة في الورش التي تُنفَّذ داخل استوديو "حرفة"، بهدف اكتساب المزيد من المهارات الحرفية والاحتكاك بالفئات العمرية المختلفة، لا سيما الأطفال، لمساعدتهم في اكتساب بعض المهارات.
وتقول لولو لـ"العربي الجديد" إن المهارات والورش التي تُنفَّذ في الاستوديو الفني تساعد في تفريغ الطاقة وتحسين الحالة النفسية والمزاجية للمشاركين، مع تنوع الورش التي تُنفَّذ بين فترة وأخرى، واختلاف الأنشطة وطبيعة الوقت الخاص بكل نشاط.