حملة توقيعات للتضامن مع طلاب "الجلالة" في مصر: التعليم ليس سلعة

23 أكتوبر 2024
انقلاب حافلة جامعة الجلالة أسفرت عن مصرع 12 طالباً، 14 أكتوبر 2024 (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أطلقت مجموعة من الأحزاب والحركات السياسية ومنظمات المجتمع المدني حملة توقيعات لإدانة حادث انقلاب حافلة طلاب جامعة الجلالة، داعية إلى إصلاح جذري في نظام التعليم المصري لضمان مستقبل أفضل للطلاب.
- سلط الموقعون الضوء على المشاكل البنيوية في التعليم المصري، حيث تحول التعليم إلى استثمار تجاري على حساب جودة التعليم وحقوق الطلاب، مما يؤدي إلى تدهور مستوى الخدمات المقدمة مثل النقل الآمن والسكن اللائق.
- طالب الموقعون الجهات المعنية بتوفير خدمات طبية متكاملة ووسائل نقل آمنة، ووقف سياسات تسليع التعليم، مؤكدين أن البيان دعوة لإصلاح جذري في نظام التعليم المصري.

أطلقت أحزاب وحركات سياسية ومنظمات مجتمع مدني، حملة توقيعات، لإدانة الحادث المؤلم لطلاب جامعة الجلالة، والدعوة إلى إصلاح جذري في نظام التعليم المصري لضمان مستقبل أفضل للطلاب، وذلك عقب مصرع اثني عشر طالباً وإصابة 33 آخرين، في حادث انقلاب حافلة تقلّ طلاب جامعة الجلالة على طريق الجلالة العين السخنة، اتجاه الزعفرانة ـ السويس شرقي القاهرة، في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وجاء في عريضة التوقيعات الإلكترونية "جاءت دماء طلاب جامعة الجلالة، لتفضح الواقع المأساوي لسياسات التعليم في مصر، حيث راح العشرات بين متوفٍ ومصاب ضحية هذه الكارثة الإنسانية، ما يعيد التذكير بالتساؤلات الجادة بشأن أوضاع النظام التعليمي بشكل عام، ويتطلب تحركات عاجلة نحو إصلاح فوري".

واعتبر الموقعون أن الحادث "كشف النقاب عن الإهمال المتكرر في حماية الطلاب وضمان سلامتهم. وأن الطريق الوعر والخطر الذي يُجبر الطلاب على السفر عليه يومياً يعكس مشكلة أعمق تتمثل في اختيار أماكن نائية للجامعات، وكأن حياة الطلاب تُترك رهينة طرق غير مهيأة، على الرغم من المصروفات الباهظة".

في السياق، سلّط الموقعون الضوء على ما وصفوه بـ"عمق المشاكل البنيوية في التعليم المصري، الذي تحوّل من رسالة تعليمية إلى استثمار تجاري مربح لرجال الأعمال وحتى لوزارة التعليم العالي، مستغلين تطلعات الأسر لتعليم جيد لأبنائهم".

وقال الموقعون "في السنوات الأخيرة، شهدت المؤسسات التعليمية تحولاً كبيراً نحو تسليع التعليم، حيث أصبح المبدأ السائد هو (من يدفع أكثر يتعلم أكثر)، لكن من دون أي تحسّن في مستوى الخدمات المقدمة للطلاب، بل بالعكس، شهدنا تدهوراً ملحوظاً في المرافق التعليمية". وأضافوا "اليوم، يتم التعامل مع الطلاب كـ(حزم نقدية)، يتم ابتكار وسائل جديدة لاستخلاص الأموال منهم، سواء من خلال رسوم إضافية غير مبررة أو برامج دراسية مكلفة أو رسوم الأنشطة غير الضرورية. في المقابل، لا تُوفَّر لهم خدمات تلبي احتياجاتهم الأساسية مثل النقل الآمن أو السكن اللائق، ما يؤدي إلى تفاقم مشاكلهم اليومية ويهدد مستقبلهم التعليمي".

واعتبر الموقعون أن "هذا النهج الذي تتبعه الجامعات المصرية الخاصة والأهلية يعكس تركيزاً متزايداً على الربح المادي، على حساب حق الطلاب في بيئة تعليمية آمنة وخدمات ذات جودة. إذ أن مأساة الجلالة لم تكن مجرد حادث مروري، بل فضحت هشاشة نظام التعليم الجامعي في مصر، حيث تتكرر الحوادث المأساوية من دون اتخاذ تدابير حقيقية لتحسين الأوضاع".

وقال الموقعون "إن تجاهل المؤسسات التعليمية للمطالب الأساسية، مثل توفير سكن جامعي آمن وخدمات نقل مضمونة، لا يشكل فقط عبئًا ماليًا إضافيًا على الطلاب وأسرهم، بل يعرّض حياتهم للخطر. ومع غياب المستشفيات الجامعية الفاعلة، يصبح الطلاب بلا رعاية صحية كافية عند وقوع الحوادث، مما يفاقم من حجم المأساة الإنسانية".

وطالب الموقعون، الجهات المعنية بشؤون الطلاب، بتحمّل مسؤولياتها، وتوفير خدمات طبية متكاملة تعمل بشكل فعال لتفادي أي مأساة مستقبلية. كما دعوا إلى إعادة النظر في سياسات اختيار مواقع الجامعات، وضمان وجود وسائل نقل آمنة، وتفعيل خدمات الطوارئ الصحية داخل الحرم الجامعي.

وقال الموقعون "إن هذا البيان ليس مجرد إدانة لحادث مؤلم، بل هو دعوة صريحة إلى إصلاح جذري في نظام التعليم المصري الذي يكرّس اللاعدالة ويستغل شغف الأهالي لضمان مستقبل أفضل لأبنائهم". كما طالب الموقعون بـ"وقف فوري لسياسات التسليع، وضمان حصول الطلاب على تعليم عادل وآمن من دون تحويلهم إلى مصادر مالية تستنزف بلا مقابل، كحق أساسي يجب أن يكون متاحاً للجميع بأمان وجودة".

من بين الأحزاب والجهات المصدرة للعريضة أحزاب؛ العيش والحرية -تحت التأسيس- والكرامة والتحالف الشعبي الاشتراكي، فضلًا عن حركة طلاب من أجل فلسطين، والاشتراكيين الثوريين. وتعتبر جامعة الجلالة إحدى الجامعات الأهلية المصرية الجديدة، أُنشئت في مدينة العين السخنة بالمنطقة الجبلية. والطريق الذي شهد الحادث، يقع على جبل بطول 82 كيلومتراً، بارتفاع من 90 إلى 210 أمتار عن سطح البحر. 

المساهمون