- الحصار والحرب في غزة يؤديان إلى نقص حاد في الطعام والماء، مما يسبب سوء التغذية والجفاف بين الأطفال، ويخشى الغندور على حياة أطفاله من الأمراض المنتشرة.
- الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 تسببت في كارثة إنسانية بغزة، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني وشح في الغذاء والماء، وتواجه تل أبيب تهمة "الإبادة الجماعية".
يضطر الفلسطيني عمار الغندور (39 عاماً)، في ظل مخاوفه من انتشار الأمراض، إلى استخدام حمام مستشفى في مدينة جباليا شمالي قطاع غزة، الذي نُزحت عائلته لها، لطهي الطعام لأطفاله.
وبسبب قصف إسرائيل لمنزله في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وعدم وجود مأوى آخر، استخدم الغندور حمام مستشفى اليمن السعيد كمطبخ لعائلته ومكان لقضاء الحاجة.
ويقيم النازح الفلسطيني هو وعائلته المؤلفة من 9 أفراد في غرفة تبلغ مساحتها 3 أمتار داخل المستشفى، وسط ظروف إنسانية صعبة.
نقص الطعام والماء في غزة
ويخشى الغندور على حياة أطفاله بسبب تلوث الطعام والمياه وسوء التغذية الناتج عن الحصار والحرب، قائلا: "اضطررت لاستخدام الحمام كمطبخ بسبب عدم توفر مكان آخر، ونحن نخشى الصعود إلى سطح المستشفى خشية التعرض للقصف الإسرائيلي".
وبجانب المرحاض، يضع الفلسطيني موقد النيران الذي أشعله بالورق والحطب، ليطهو حساء الخبيزة (نبتة برية خضراء اللون) لأطفاله الذين يتضورون جوعًا في ظل نقص الطعام في محافظات شمالي قطاع غزة وانتشار المجاعة.
وتنمو هذه الأعشاب البرية في مناطق واسعة في قطاع غزة، ويستخدمها الفلسطينيون كأطعمة "شعبية".
ويضيف: "الطعام والماء شحيحان في شمال قطاع غزة، ونحن نعتمد على نبات الخبيزة الذي يعتبر من النباتات البرية لإطعام أطفالنا بعد نفاد الدقيق والقمح وطعام الحيوانات".
ويتابع: "الخبيزة لا تكفي لإطعام عائلتي، وهم يتناولون وجبة واحدة في اليوم فقط، ويبكون طوال الوقت بسبب الجوع، يطالبون بالمزيد من الطعام، لكن لا يوجد".
ويشكو الغندور من نقص الطعام والمياه في مناطق شمال قطاع غزة، ومن نقص الحليب لأطفالهم الذين يعانون من سوء التغذية، غير أنه لا سبيل أمامه سوى أن يتحمل وعائلته عبء الواقع القاسي، ويستمروا في حياتهم بالرغم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي والتي لا تزال مستمرة.
ويأمل أن تنتهي الحرب بأسرع وقت ممكن، وأن تنجح جهود التهدئة ليتمكن من العودة إلى بيته الذي دمرته إسرائيل ليقيم على أنقاضه.
ويؤكد الغندور أن الأمراض منتشرة في كل مكان ويخشى على حياة أطفاله، حيث تسبب سوء التغذية والجفاف في وفاة العديد منهم.
وفي يناير الماضي، كشفت سلطة جودة البيئة الفلسطينية، أن 66 بالمئة من سكان قطاع غزة يعانون انتشار الأمراض المنقولة بواسطة المياه الملوثة، ومنها الكوليرا والإسهال المزمن والأمراض المعوية
وبسبب نقص مواد التنظيف، تفتقر أماكن النزوح في قطاع غزة للنظافة العامة والنظافة الشخصية، مما أدى إلى انتشار العديد من الأمراض والأوبئة.
وتنوعت هذه الأمراض وشملت الكبد الوبائي، والجدري، والحمى، والإسهال والقيء، مما تسبب في إصابة أعداد كبيرة من الأطفال.
ويذكر الغندور أن لديه ابنة استشهدت عندما قصفت القوات الإسرائيلية مستشفى اليمن السعيد بقذائف المدفعية، معبرا عن رغبته الشديدة في عدم تكرار تلك المأساة لأي عائلة أخرى.
وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال، على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
(الأناضول، العربي الجديد)