وجدت دراسة تابعة للتحالف العالمي لسرطان الثدي (تأسّس عام 2016 كمبادرة من المدرسة الأوروبية لعلم الأورام وتمّ تسجيله كجمعية غير ربحية في البرتغال)، أنّ خطر إصابة النساء بسرطان الثدي الثانوي يتراوح من 6 إلى 22 بالمائة، اعتماداً على عوامل مختلفة. كذلك وجدت الدراسة أنّ النساء، تحت سن الخامسة والثلاثين، اللواتي يصبن بسرطان الثدي، يواجهن خطراً أكبر بانتشار المرض في كامل أنحاء جسدهنّ.
تحلل هذه الدراسة العالمية والأولى من نوعها أكثر من 400 دراسة علمية، وستتم مناقشتها في المؤتمر السادس لسرطان الثدي المتقدم الذي سيعقد في لشبونة، بين الرابع والسادس من نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي.
يعدّ سرطان الثدي واحداً من الأمراض الأكثر شيوعاً، إذ يتمّ تشخيص 2.3 مليون شخص كل عام به، وعلى الرغم من أن المرض لا يؤدي في حالات عديدة إلى حصول وفيات، إلّا أنّ ذلك قد يكون سببه الفحص والتشخيص المبكر وتحسّن سبل العلاج.
ومع ذلك، لم يُعرف، حتى الآن، الكثير عن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي الثانوي، حيث ينتشر المرض إلى أجزاء أخرى من الجسم ويُصبح غير قابل للشفاء.
تشير النتائج أيضاً إلى أنّ بعض النساء يواجهن خطراً أكبر مع الإصابة بهذا المرض، منهنّ النساء تحت سن 35، والنساء المصابات بأورام أكبر عند التشخيص في البداية، والنساء المصابات بأنواع معينة من المرض على سبيل المثال "اللمعي ب".
قالت كوتراينا تومسيناتي، كبيرة مديري الاتصالات البحثية في مؤسسة Breast Cancer Now الخيرية، إنّ الدراسة "توفّر نظرة ثاقبة ومفيدة حول من هنّ الأكثر عرضة للخطر".
وقالت بحسب ما نقلته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية: "تموت حوالي 1000 امرأة في المملكة المتحدة كلّ شهر بسبب سرطان الثدي الثانوي غير القابل للشفاء، لذا نحن بحاجة ماسة إلى معرفة المزيد عن هذا المرض المدمّر حتى نتمكّن من إيجاد طرق جديدة لتحسين العلاج والرعاية والدعم للأشخاص الذين يعيشون معه، ولمن يعيشون في خوف من التشخيص".
تُظهر البيانات أنّ السيدات، تحت سن الـ35، اللواتي يتمّ تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي الأولي، لديهن فرصة أكبر للإصابة بسرطان الثدي الثانوي. وتسلّط الدراسة الضوء أيضاً على أنّ حجم الورم ونوعه وطول الفترة الزمنية منذ التشخيص الأولي يمكن أن تزيد من خطر المرض على النساء.
ماهية التحليل
حلّل الباحثون في الدراسة بيانات شملت عشرات الآلاف من النساء، من خلال أكثر من 400 دراسة من كل من القارة الأميركية الشمالية والجنوبية وأوروبا وأفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا. يقول الباحثون "إنّ النطاق واسع لأنّ الخطر يختلف بشكل كبير اعتماداً على مجموعة كاملة من العوامل المختلفة".
تشير الدراسة إلى أنّ نسبة عودة سرطان الثدي إلى جسد المريضة تتراوح بين 6 إلى 22 بالمائة. ويقول الباحثون إنّ هذا النطاق واسع نظراً لاعتماد الأمر على عوامل مختلفة عدّة.
فإنّ النساء اللواتي تمّ تشخيص إصابتهن بالمرض لأول مرة، مثلاً، وهنّ تحت سن الـ35، معرّضات لخطر عودة سرطان الثدي وانتشاره في أجزاء أخرى من الجسم، بنسبة تتراوح بين 12.7 في المائة إلى 38 في المائة، في حين أنّ النساء اللواتي تجاوزن سن الخمسين معرضات لخطر عودة المرض بنسبة 3.7 إلى 28.6 في المائة.
وقالت مقدمة الدراسة، الدكتورة إيلين مورغان، من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC): "قد يكون هذا بسبب إصابة النساء الأصغر سناً بنوع أكثر عدوانية من سرطان الثدي أو لأنه يتم تشخيصهنّ في مرحلة لاحقة".
وأضافت: "سرطان الثدي هو من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً في العالم". يتم تشخيص معظم النساء عندما يقتصر سرطانهن على الثدي أو ينتشر فقط في الأنسجة المجاورة. لكن هذا السرطان ينمو لدى بعض النساء وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم أو يعود في جزء مختلف من الجسم، بعد عدّة سنوات من انتهاء العلاج الأولي".
وتابعت: "في هذه المرحلة، يصبح علاج السرطان أكثر صعوبة ويزداد خطر الوفاة. ومع ذلك، لا نعرف حقاً عدد الأشخاص الذين يصابون بسرطان الثدي النقيلي لأنّ سجلات السرطان لم تجمع هذه البيانات بشكل روتيني".
ووجدت الدراسة أيضاً أنّ أنواعاً معينة من سرطان الثدي قد تكون أكثر عرضة للانتشار. فعلى سبيل المثال، إنّ النساء المصابات بالنوع المسمّى Luminal B معرّضات لخطر انتشاره بنسبة 4.2 إلى 35.5 في المائة مقارنة بـ 2.3 إلى 11.8 في المائة لدى النساء المصابات بسرطان Luminal A.
- تعتبر سرطانات Luminal A منخفضة الدرجة وتميل إلى النمو ببطء، فيما يعرف سرطان الثدي Luminal B بأنه سرطان إيجابي لمستقبلات الهرمون (مستقبلات هرمون الإستروجين و/ أو مستقبلات هرمون البروجسترون).
مؤتمر الإجماع الدولي السادس لسرطان الثدي المتقدم
يعدّ مؤتمر الإجماع الدولي السادس لسرطان الثدي واحداً من الأحداث الطبية المهمة، وهو يعقد كل سنتين، ومن المقرّر أن تُعقد جلساته هذه السنة في مدينة ليشبونة في البرتغال، من 4 إلى 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي. يُناقش المؤتمر الدراسات المتعلقة بسرطان الثدي، من خلال الممارسات السريرية، ومناقشة أحدث الدراسات العلمية في هذا المجال.
تأسس التحالف في عام 2016 كمبادرة من المدرسة الأوروبية لعلم الأورام (ESO) وهو مسجّل كجمعية غير ربحية في البرتغال. يهدف المؤتمر للوصول إلى المرضى وعائلاتهم وأحبائهم، وأي شخص مهتم بمعرفة المزيد عن سرطان الثدي.