رعاية الأطفال ليست مسؤولية إخوتهم

28 مايو 2021
هذه ليست وظيفته (جون مور/ Getty)
+ الخط -

 

يأمل عدد كبير من الأهل أخذ قسط من الراحة ونقل بعض المسؤوليات المنزلية إلى أطفالهم الأكبر سناً، كحضانة إخوتهم الصغار وتقديم الرعاية لهم، من منطلق تقوية العلاقة بينهم، إلا أنّ هذه الخطوة قد تولّد نتائج عكسية على الأطفال. وبحسب موقع "برايت سايد"، فإنّ تحميل بعض المسؤوليات للطفل الأكبر سناً هو أمر مفيد، لكن في الوقت نفسه ثمّة فرق كبير ما بين مرافقة الطفل شقيقه الأصغر وما بين قضاء ساعات طويلة معه من دون إشراف من قبل الأهل أو تحضير الطعام له ومهام أخرى لا يحسن الطفل التصرف معها. فهو في نهاية الأمر، ما زال في حاجة إلى الرعاية أصلاً، ولا ينبغي تسلّمه دور أهله.

وفي معظم الأحيان، لا يمتلك الطفل خيار الموافقة على رعاية إخوته من عدمها، فتتحول المهمة إلى عبء غير مرغوب فيه، فهو في نهاية المطاف غير مستعد لتحمّل هذه المسؤولية الصعبة. على سبيل المثال لا يمكن للطفل الأكبر سناً التعامل مع نوبة بكاء الصغير، أو مثلاً تحضير الطعام بالطريقة نفسها التي تحضره بها أمّه، أمّا في حال وقوع حادث في المنزل فقد يزيد الطفل الأكبر الأمور تعقيداً بدلاً من حلها.

بالتالي، على العائلة أن تعرف كيفية اختيار المهام الموكلة للطفل الأكبر سناً. يمكنه مثلاً ترتيب المنزل أو القراءة لإخوته قبل النوم واللعب معهم وغيرها من المهام البسيطة غير المعقدة، بدلاً من الاستغناء عن نشاطاته لقضاء الوقت معهم. فمن المهم الحفاظ على طفولة الأطفال الأكبر سناً، بدلاً من تغيير الحفاضات، إذ من شأن ذلك أن يحوّل علاقة الأطفال بين بعضهم البعض إلى علاقة متشنّجة، خصوصاً إذا طُلب من الكبير البقاء بجانب إخوته الصغار لساعات طويلة. وفي حالات كثيرة، عندما يترك الأطفال بمفردهم في المنزل، يتوجّب على الأكبر الاضطلاع بدور الأهل مع إخوته، وهو دور صعب، الأمر الذي يتسبّب في مشاكل عديدة.

في الغالب، يتوقع الآباء من أطفالهم الأكبر سناً مجالسة إخوتهم الأصغر مجاناً. لكنّ كثيرين من الأكبر سناً لا يوافقون على ذلك، إذ يرون أنّ المربيات المحترفات يتقاضينَ رواتبهنّ في مقابل الأنشطة والمهام نفسها، وبالتالي لا يبدو ذلك عادلاً بالنسبة إليهم. من هنا، في حال استمرت مجالسة الأطفال لإخوتهم الصغار ساعات، من الأفضل تعويضهم بهدية مثلاً أو رحلة مميزة. وعلى الأهل التنبّه دائماً إلى أنّ مسؤولية الانتباه للأطفال الأصغر سناً ليست مسؤولية أحد سواهم، إلا في الحالات الضرورية. وفي إمكانهم اللجوء إلى خدمات مربية أو أشخاص بالغين قادرين على التعامل مع كل الظروف التي تواجه الصغار.

(العربي الجديد)