وصفت المفوضية الأممية للاجئين الأوضاع في ولاية هرات المنكوبة جراء الزلزال، غربي أفغانستان، بأنها "صعبة للغاية"، مشيرة إلى أن المفوضية تعمل على توصيل الخيم والمواد الغذائية والأدوية إلى المنكوبين من خلال مؤسسة محلية.
ورغم مرور يومين على الزلزال، مازالت العديد من العائلات تبحث عن ذويها تحت الركام، حيث لم تصمد منازلهم كثيرا أمام الزلزال.
"انهارت جميع المنازل من الهزة الأولى"، وفق ما قال بشير أحمد (42 عاما) بشأن اللحظات الأولى للزلال، مضيفا: "طمر الزلزال كل من كانوا داخل المنازل، هناك عائلات لم تردنا أي أخبار عنها".
نائق محمد (32 عاما) كان في عمله حين ضربت الهزة الأولى أفغانستان، حوالى الساعة 11,00 (06,30 بحسب توقيت غرينتش)، قائلا: "عدنا إلى المنزل لنجد أنه لم يبق منه شيء. تحوّل كل شيء إلى رمل"، مشيرا إلى العثور على حوالى ثلاثين جثة.
من جانبه قال المتحدث باسم حاكم هرات، نصار أحمد إلياس، لـ"رويترز"، اليوم الاثنين، أن أكثر من 12 قرية حول هرات تعرضت لأضرار، مضيفا" العملية ما زالت مستمرة وما زالنا ننتشل بعض الناس من تحت الأنقاض".
تراجع الأمل في العثور على ناجين
وفي منطقة زيندا جان الريفية، واصلت فرق الإنقاذ، أمس الأحد، حفر خنادق بين أكوام الركام، غير أن الأمل يتراجع في العثور على ناجين.
وقال خالد المتطوع، البالغ 32 عاما، مفضلا عدم الإفصاح عن اسمه الكامل، لـ"فرانس برس": "الكل يبحث عن جثث ولا ندري ما إذا كان هناك المزيد تحت الأنقاض، هؤلاء الأشخاص سحقوا".
وفي قرية كشكاك، قال أمير حسين (33 عاما) المشارك في عمليات البحث" انتشلنا جثثا من تحت الأنقاض، ثلاث منها لأطفال صغار عادوا من المدرسة للتو. قتل أحدهم في الشارع، والآخران في الداخل".
ولأفغانستان المحاطة بالجبال تاريخ من الزلازل القوية، وقع الكثير منها في منطقة هندو كوش الوعرة على الحدود مع باكستان.
ويرتفع عدد القتلى عادة عندما ترد معلومات من مناطق نائية في بلد تركت فيه عقود من الحرب البنية التحتية في حالة من الفوضى الأمر الذي يزيد صعوبة تنظيم عمليات الإغاثة والإنقاذ.
يذكر أن معظم المنازل الريفية في أفغانستان مشيّدة بالطوب حول أعمدة دعم خشبية، وعادة ما تعيش أُسر من أجيال متعددة تحت سقف واحد، ما يعني أنّ الكوارث، مثل الزلزال الذي وقع السبت، يمكن أن تدمّر المجتمعات المحلية.
وقال الناطق باسم وزارة إدارة الكوارث والأزمات الأفغانية الملا جانان سائق في آخر بيان له، أمس الأحد، إن عدد القتلى تجاوز 2500 قتيل.