أنهى مركز "سامز" للأورام السرطانية، بالتعاون مع مديرية صحة إدلب، توسعة المركز الوحيد لمعالجة السرطان في إدلب أمس الأربعاء، ليشمل عدداً أكبر من غرف تسريب الجرعات الكيماوية، وزيادة استقبال الحالات السرطانية الخاصة بأورام الدم عند الأطفال والبالغين.
وقال ملهم خليل، الأخصائي في أمراض الدم والأورام وأحد الأطباء العاملين في المركز، لـ"العربي الجديد"، إنّ هناك عدة أسباب وراء الحاجة المُلحة والكبيرة للتوسعة في الفترة الأخيرة، وخاصة فترة ما بعد الزلزال، إذ توافد مرضى السرطان بعد توقف علاجهم في الأراضي التركية، ما دفع منظمة سامز الطبية لتوسعته.
وذكر المتحدث أن المركز كان يعاني من نقص في عدد الأسرة وازدحام شديد وتأخر في المواعيد، ما سبب في تأخر علاج الكثير من الحالات، إضافة لنقص في العيادات مثل عيادة الأطفال، كل هذه الصعوبات جرى تجاوزها بتوسعة المركز الأخيرة.
وعن الجرعات السابقة المُقدمة في المركز، أشار إلى أنها جرعات كيماوية لعدد من الأورام، مثل الثدي والغدد اللمفاوية "اللاهوتشكن"، والمبيض والبروستات.
وأكد المتحدث أنّ المركز أصبح يضمّ عيادات متنوعة لجميع الحالات وعيادتين للأطفال، ويسرب يومياً بين 20-30 جرعة، بينما وصل عدد المراجعين لكل العيادات إلى أكثر من 50 مريضاً.
من جهته، كشف دريد الرحمون، مسؤول الرعاية الصحية الأولية في مديرية صحة إدلب، عن توجه المديرية إلى إنشاء مركز متكامل لمعالجة أمراض السرطان في إدلب وفي عفرين وأعزاز، يشمل كافة العلاجات ويستقبل أكبر عدد ممكن من المرضى في القريب العاجل، بالتعاون مع المنظمات الداعمة في القطاع الطبي الشريكة في هذا المشروع والفعاليات المدنية الموجودة في الداخل السوري.
وبيّن لـ"العربي الجديد" أنّ فكرة المشروع تبلورت بداية الشهر الجاري بعد زيارة مجموعة من الأطباء الأميركيين إلى المنطقة للاطلاع على واقع العمل في المحافظة، ومتابعة مرضى السرطان الذين بلغ عددهم أكثر من 3000 مريض في إدلب يعانون صعوبة الحصول على العلاج، وخاصة بعد الزلزال وإغلاق الحدود التركية وعدم قدرتهم على العبور، ما استوجب الأمر سعي مديرية الصحة بشكل جدي لإنشاء مركز يضم كل تلك الأعداد المتزايدة.
وتضمنت القرارات المتخذة من قبل الوفد، بالتعاون مع مديرية صحة إدلب، إضافة للمركز المتكامل، وضع قواعد أساسية للتعاون المثمر لتخريج دفعة من الأطباء القادرين على متابعة هذه الحالات في الداخل السوري عبر "كورسات" تدريبية متخصصة.
مريضة سرطان الدم ربا قالت، لـ"العربي الجديد"، إن توسعة مركز الأورام في إدلب وفر لها العلاج المجاني، واختصر معاناتها من السفر والتنقل والتوجه إلى الأراضي التركية للحصول على الجرعات والعلاج.
وشكرت العاملين على المشروع، ودعت إلى تقديم مزيد من الدعم والرعاية لهؤلاء المرضى "المهمشين وإنشاء المراكز الخاصة بالأورام لاستيعاب كافة الأعداد وتقديم كامل أنواع العلاج، ما سيخفف من معاناتنا المستمرة في الحصول على العلاج، إضافة لمأساتنا مع المرض وآلامه المستمرة".
ويعاني نحو 3300 شخص من مرض السرطان في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سورية، تشكل النساء والأطفال 65 بالمائة منهم، وسط تحذيرات من تزايد في عدد المصابين الذي تفاقم خلال الأشهر الخمسة الماضية، إذ سُجّلت 608 حالات جديدة، بينها 373 طفلا وامرأة، وبمعدل 3 حالات يومية.