أطلقت مجموعة من النساء المتطوعات شمال غرب سورية حملة "سقف آمن" برعاية من شبكة المرأة السورية ومركز دعم العمل من أجل السلام، من أجل الوصول إلى سكن آمن ولائق لكل متضرري الزلزال والقصف شمال غرب سورية.
وتتضمن الحملة التي انطلقت بداية شهر سبتمبر/أيلول والمستمرة حتى نهاية العام الحالي، مجموعة من الأنشطة المختلفة لتحقيق أهدافها والنهوض بواقع الأسر المتضررة للحصول على سكن يخفف معاناتهم وينهي تشردهم.
وقالت رئيسة جمعية رابطة الناجيات من سجون النظام السوري، سامية الخالد، وهي إحدى المشاركات بالحملة، إنها تعرضت للاعتقال سابقاً وخرجت بالكثير من التشوهات النفسية والجسدية وأخدت وقتاً طويلاً إلى أن تمكنت من تجاوز محنتها، وذلك عبر الخروج والعمل فأسست مشروعا تعليميا وجمعية خاصة بالناجيات من سجون النظام في شمال غرب سورية.
وعن سبب مشاركتها بالحملة أضافت، أنها تهدف لرفع صوت النساء عالياً ممن تعرضن للعنف والاضطهاد ليس فقط داخل سجون النظام وإنما أيضاً من ساكنات المخيمات التي تعتبر مأساة أخرى وسجنا من نوع آخر.
وترى الخالد أنّ المخيمات ليست كلمة عابرة وإنما هي تعبير عن معاناة الكثير من الأشخاص قائلة: "عايشنا المخيمات وعشنا فيها فترات طويلة اختبرنا فيها أوجاع النساء، ومعاناتهن ومرضهن وقلة حيلتهن والصعوبات التي تواجههن. وحتى الرجال، ليست لديهم فرص عمل، عايشين تحت خط الفقر بدون أي مقومات للحياة".
وتتابع لـ"العربي الجديد":" هناك أطفال ولدوا وعاشوا في المخيم ولا يعرفون البيوت ودفء المنزل والخصوصية أو التعلم، فقدوا حقهم بكل شيء، سواء على المستوى الصحي أو التعليمي أو اللعب وحتى الحياة الطبيعية".
وأشارت إلى أن النساء يعتبرن الحلقة الأضعف بهذه المعادلة لأنهن فقدن حقهن بحياة خاصة أو مريحة في المكان الذي يفترض أن يكون خاصا بهن، فيفترض بهن لبس كامل ملابسهن، لا حمامات خاصة أو مياها نظيفة، ثمة قلة في كل الموارد"، ولأنها عاشت تلك المعاناة شاركت بالحملة للمطالبة بحقوق المرأة في سكن آمن ولائق تحقق فيه خصوصيتها وتؤمن راحتها وتصون كرامتها، وتعود الابتسامة والحياة لهذه الأعداد الكبيرة المغيبة عن أي حقوق في ظل واقع مرير.
أما بانا جمال فقد تم اختيارها للمشاركة في الحملة لخبرتها السابقة بالعمل الإنساني وحملات المناصرة، فكانت ضمن الفريق المؤلف من 24 امرأة متطوعة، موزعات على أماكن متعددة شمال غربي سورية.
وآثرت بانا المشاركة للحصول على سكن آمن ولائق لجميع المتضررين والمتضررات بالقصف والزلزال الذي ضاعف أعداد المشردين وفاقم مشكلة السكن والحاجة إلى مأوى، قائلة" أصبح أمر المطالبة بسكن لائق أمرا ضروريا يجب المطالبة به، وخاصة وأننا بتنا على أبواب الشتاء".
" نجا من مات.. ومات من نجا" عبارة لخصت معاناة من فقدوا منازلهم بعد زلزال 6 فبراير/شباط والذين لم يكن حالهم أفضل ممن قضوا تحت أنقاض منازلهم بعد معاناة التشرد التي عاشوها مع أسرهم، ومن هنا ظهرت فكرة الحملة التي أطلقتها متطوعات إيماناً منهن بحق جميع السوريين في توفر سكن آمن يليق بكافة فئات المجتمع المتضررة، وخاصة بعد الزلزال الذي فاقم الأوضاع سوءاً وضاعف العدد الكلي للمخيمات في الشمال السوري، وسط المزيد من تدهور خدمات الصرف الصحي وازدياد الأوبئة والأمراض وانعدام الأمن العام والخصوصية بسبب السكن السيء.
ووثق الدفاع المدني السوري انهيار أكثر من 550 مبنى بشكل كلي، و1570 مبنى بشكل جزئي في شمال غرب سورية بعد الزلزال، فضلاً عن آلاف المباني المتصدعة بصورة أقل خطراً.
فيما أشار فريق "منسقو استجابة سوريا" إلى أن عدد المباني المهدمة أثناء الزلزال بشكل فوري بلغت 2171، مشيراً إلى أن "عدد المباني غير الآمنة للعودة وغير القابلة للتدعيم بلغ 5344 منزلاً، موضحاً أن أكثر من 13643 عائلة "فقدت مصادر دخلها نتيجة الزلزال الأخير الذي تعرضت له المنطقة" فيما بلغ عدد المخيمات العشوائية التي تفتقد لظروف السكن المناسب 393 مخيماً سكنياً ويأوي إليها 187.764 نازحاً بحسب الفريق ذاته.