سكان شمال شرقي سورية يطالبون بتجنيبهم العملية العسكرية التركية

24 نوفمبر 2022
الحركة شبه معدومة في المنطقة المستهدفة بالعملية العسكرية التركية (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

يتخوّف السكان في مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، بشمال شرق سورية، من توسّع العملية العسكرية "المخلب - السيف" وبالتالي القصف الجوي التركي الذي يستهدف حزب الاتحاد الديمقراطي، إذ بدأت تأثيرات ذلك تنعكس على حياتهم اليومية.

ويطالب السكان بأن يكونوا خارج دائرة الصراع الحالي، إذ إنّهم يعانون بعد 11 عاماً من الحرب، فيما تشهد مدينة القامشلي حالة جمود وتراجعاً في التنقّل بشوارعها بالإضافة إلى بعض المناطق.

ياسر الحسين، من مدينة الحسكة، يقول لـ"العربي الجديد": "نحن كمدنيين نطالب بوقف الهجمات كافة في المنطقة، وتجنيبها أيّ صراع وأيّ عمل عسكري. نحن لا ناقة لنا ولا جمل في هذه المعارك، وهي تخيفنا وتضرّ بنا وتمنعنا من العيش بسلام"، يضيف: "كفلاح، لم أعد قادراً على الذهاب إلى أرضي من دون أن أشعر بالخوف. فأنا قد أكون في أيّ وقت ضحية قذيفة مدفعية أو رصاصة طائشة أو حتى غارة جوية".

وتشهد مناطق في عين العرب وريف القامشلي حركة نزوح، ولو ضعيفة، بالتزامن مع التصعيد التركي الأخير، إذ يتخوّف سكان المناطق المتاخمة للحدود السورية التركية من بدء عملية عسكرية بريّة على الأرض من الجانب التركي.

من جهته، يقول حامد مروان، الذي يقيم في مدينة القامشلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوضع هنا في المدينة يتدهور يوماً بعد يوم. الناس لم يخرجوا إلى الأسواق اليوم، والحركة في الشارع ضعيفة جداً، وثمّة مدارس أغلقت أبوابها"، مضيفاً أنّ "الناس لا يملكون ما يأكلونه. ونحن كمدنيين نطالب بحمايتنا لا أكثر، وتجنيبنا القصف. ففي أيّ قصف، المدنيون هم الضحايا، وهم الذين يسقطون بسبب القذائف".

 

أمّا عبد المنعم فيشكو من الواقع الحالي، قائلاً لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحالة يرثى لها والوضع من سيّئ إلى أسوأ، والغاز مقطوع والكهرباء مقطوعة"، لافتاً إلى تضرّر الفلاحين ممّا يحصل، ويضيف: "نحن كمدنيين نرفض أيّ نوع من أنواع الإرهاب".

في السياق نفسه، يقول محمد الحماد، المقيم في مدينة القامشلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التصعيد يؤثّر بشكل كبير على حياة المدنيين في المنطقة، من كلّ الجوانب"، ويوضح أنّ "الوضع متدهور، والقصف أثّر علينا، وثمّة جمود عام"، متمنياً ألا يكون المدنيون هدفاً لأيّ طرف، ويتابع أنّ "المدارس أقفلت أبوابها والمزارعين يخافون من التوجّه إلى الأراضي الزراعية ومن السير على الطرقات"، مشدّداً على أنّ "الأوضاع متوترة جداً في الوقت الحالي، ونرجو أن تهدأ". ويؤكد الحماد أنّه "كمدنيّين، وبعد 11 عاماً من المعارك، أُنهكنا واستُنزفنا إلى أقصى الحدود". 

ويستمر التصعيد التركي لليوم الرابع، في إطار عملية "المخلب ـ السيف" التي أطلقتها القوات التركية يوم الأحد الماضي في العراق وشمال سورية، ضدّ الوحدات الكردية، وذلك رداً على تفجير إسطنبول الذي وقع في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

المساهمون