ضمن خطط مساعدة الشركات في تخطيط وتنفيذ استراتيجيات بلوغ صافي صفر انبعاثات كربونية، ستدرج سنغافورة بدءاً من الأول من سبتمبر/ أيلول المقبل، 4 أدوار وظيفية جديدة في كوادر هذه الشركات، والتي عرفتها بتسميات "اختصاصي التحقق بكميات الكربون والتدقيق بها"، و"تاجر كربون"، و"مدير برنامج الكربون"، و"محلل معايير ومنهجيات الكربون".
ورصد موقع "سترايتز تايمز" نشر وكالات بيئية وشركات نفط ووكالات إعلانات لوظائف مرتبطة بالأدوار المستحدثة. وأوضح مسؤولون في سنغافورة أن "محلل معايير ومنهجيات الكربون" يمكن أن يضع أهدافاً علمية للشركات من أجل خفض انبعاثات الكربون، في حين يساهم "مدير برنامج الكربون" في تنفيذ خطط تحقيق الأهداف. أما "تاجر الكربون" فيمكن أن يساعد الشركات في تعويض انبعاثات الكربون الخاصة بها، باستخدام أرصدة هذه المادة، في حين يقيس "اختصاصي التحقق بكميات الكربون والتدقيق بها" مقدار نجاح الشركات في الحدّ من الانبعاثات.
وسيُمنح أصحاب هذه المهن مكافآت وحوافز، في وقت تتطلع سنغافورة إلى أن تصبح مركزاً لخدمات الكربون، علماً أن خبراء يقدرون بأن قطاع إزالة الكربون يشكل فرصة سوقية قيمتها 10 تريليونات دولار في جنوب شرقي آسيا، مع إمكان خلق أكثر من 5.5 ملايين وظيفة جديدة بحلول عام 2050. أما الخطة الحالية لسنغافورة فتشمل تطوير نظام بيئي لخدمات الكربون عبر خلق أكثر من 50 ألف وظيفة جديدة بحلول عام 2030، ما يجعلها تحتاج إلى تدريب محليين وجذب مواهب من الخارج لزيادة تفوقها على دول أخرى التي تتنافس على حصة سوقية من الاقتصاد الأخضر.
ولا تخفي مديرة ممارسات المناخ والاستدامة في شركة "غلوبال كونسيل" للاستشارات الاستراتيجية، لورنا ريتشي، وجود نقص في خبرة مواكبة سوق الكربون في العالم، لكنها تلفت إلى أن وجود نهج محوري يمكن أن يساعد سنغافورة في جذب مواهب من الخارج، علماً أن سلطاتها استطاعت أخيراً توظيف مواهب استشارية لسوق الكربون من اليابان من أجل القيام بأدوار قيادية، ويتوقع مسؤولوها انتقال مهنيين يعملون في مجال تمويل السلع الأساسية والتجارة والتأمين والخدمات القانونية إلى قطاع "تجارة الكربون".
وستهتم شركات تعمل داخل سنغافورة بتوظف أصحاب مؤهلات مهنية ومهارات قابلة للتحويل، في حين أطلقت شركة "كلايمت إيمباكت إكس" برنامجاً تنفيذياً بالتعاون مع الجامعة الوطنية لتوجيه الشركات نحو استراتيجيات خاصة بها لإدارة الكربون.