سورية: أطفال بلا تعليم في مخيمات ريف حلب الغربي

يُحرم الكثير من الأطفال في مخيمات ريف حلب الغربي شمال غرب سورية من التعليم، بسبب عدم توفر البنى التحتية، وغياب الكادر التدريسي عن المخيمات التي يقيمون فيها، إضافة لظروف أخرى تتعلق بعدم توفر الكتب وبعد المدارس عن معظم هذه المخميات، ليقتصر التعليم فقط على قلة من الطلاب في هذه المخيمات ضمن ظروف أيضا غير ملائمة فعليا لذلك.

يقتصر التعليم في مخيم العليوي ضمن تجمع مخيمات كفر ناصح في منطقة ريف حلب الغربي على صفين فقط، هما الأول والثاني الابتدائي، وفق ما أوضح مدير المخيم جمعة المحمد لـ"العربي الجديد"، مؤكدا وجود 60 طالبا في المخيم فقط نصفهم في الصف الأول الابتدائي ونصفهم الآخر في الصف الثاني الابتدائي، يتلقون التعليم في مدرسة ضمن المخيم عبارة عن خيمتين مساحة الواحدة منها 16 مترا مربعا، الواحدة بالكاد تتسع لثلاثين طالبا.

وأوضح المحمد خلال حديثه أن الطلاب ليس لديهم مقاعد دراسية، وإنما يجلسون على الأرض، في الوقت ذاته بحال هطول الأمطار تتسرب المياه إلى داخل خيمة الدراسة، حيث يضطر الطلاب للوقوف حتى يتابعوا دروسهم أو يغادروا إلى خيام عوائلهم. مبينا أن الكثير من الطلاب ليس لديهم كتب أو أقلام ودفاتر، وقال: "التعليم هنا في المخيم يقتصر على الصفين الأول والثاني فقط، وليس هناك طلاب من الصف الثالث والرابع والخامس في المخيم، والمدارس بعيدة عنهم".

بسام أحد الطلاب في المخيم وهو في الصف الثالث الابتدائي، أوضح لـ"العربي الجديد" أنه لا يذهب للمدرسة في الوقت الحالي بسبب بعدها عن المخيم، وبسبب الطريق الذي يتحول إلى طريق طيني موحل يصعب السير فيه، وقال: "المدرسة تبعد عن المخيم نحو 3 كيلومترات، والمطر يمنعني من الذهاب، أرجو أن تكون المدرسة قريبة عليّ كوني لا أستطيع الذهاب لمدرسة أبعد عند هطول المطر وتحول الطريق إلى طريق طيني. عندما أكبر أرجو أن أصبح مدرسا كي أعلم الأطفال وأفيدهم".

لجوء واغتراب

التحديثات الحية

موجات البرد والصقيع تفاقم معاناة النازحين شمالي سورية

أما الطفلة سمر التي تقطع طريقا طينيا لتصل إلى مدرستها فتقول لـ"العربي الجديد" إن بعض الطلاب لديهم كتب والبعض الآخر ليس لديه كتب، أيضا هناك طلاب لديهم أقلام ودفاتر وطلاب لا يمتلكونها، وبينت أنها محرومة من اللعب بسبب الطين. وقالت أيضا:" هناك من يعرف القراءة والكتابة وهناك من لا يعرف أن يقرأ ويكتب أيضا".

وفي ريف حلب الغربي ضمن الجزء الخاضع لسيطرة "حكومة الإنقاذ" المنبثقة عن "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) يوجد 35 مخيما عشوائيا في المنطقة، معظم هذه المخيمات من دون مدارس أو بمدارس عشوائية عبارة عن خيام، أو يدرس الطلاب فيها ضمن الجوامع، كما في مخيم "البركات" وهو مخيم عشوائي أيضا يدرس فيه الطلاب ضمن خيمة الجامع.