سوريون متضررون من الزلزال جنوبيّ تركيا يعودون إلى بلادهم لقضاء إجازة

إسطنبول

جلال بكور

avata
جلال بكور
15 فبراير 2023
654
+ الخط -

بدأ لاجئون سوريون في جنوب تركيا، صباح اليوم الأربعاء، بالتوجه إلى المعابر الحدودية مع سورية من أجل الحصول على الإجازة التي سمحت بها السلطات التركية للمتضررين من الزلزال المدمر، وذلك بعد فقدانهم الأمل في تأمين مأوى لهم بالجنوب التركي المنكوب أو في الولايات الأخرى، بينما يُفضّل آخرون البقاء في تركيا.

وأعلن معبر باب الهوى، صباح اليوم في بيان، أن السوريين المتضررين من الزلزال في الجنوب التركي الراغبين في الاستفادة من قرار الإجازة بدأوا بالتوافد إلى المعبر من الجانب التركي.

وكانت إدارتا معبر باب الهوى ومعبر تل أبيض الحدوديين مع تركيا قد أعلنتا، أول أمس، فتح باب الإجازات للسوريين المقيمين في المناطق المتضررة من الزلزال المدمر لقضاء إجازة في سورية لمدة زمنية محددة وفق شروط حددتها السلطات التركية.

ويخصّ القرار السوريين حاملي بطاقات الحماية المؤقتة في ولايات هاتاي، ماراش، ديار بكر، غازي عنتاب، كليس، أدي يمان، شانلي أورفا، العثمانية، ملاطية، أضنة، ويمنحهم فرصة الدخول إلى سورية في إجازة تراوح بين 3 و 6 أشهر دون الحاجة لأخذ إذن سفر.

وكانت تركيا قد سمحت، الأسبوع الماضي، بدخول السوريين الحاملين للجنسية التركية إلى سورية من معبر تل أبيض، وذلك في إجازة لمدة شهر واحد فقط.

فقد كثيرون منازلهم بعد الزلزال المدمر (Getty)

وفي ظل الوضع الحرج الذي تعانيه الولايات التركية في الجنوب، وعدم وجود أقارب في الولايات الأخرى، وصعوبة توافر عمل، فضّل كثير من السوريين العودة إلى الشمال حيث أقاربهم، وذلك على الأقل بهدف تأمين مأوى لهم قبل أن يفكروا مرة أخرى في البقاء أو العودة إلى تركيا.

وقال اللاجئ السوري محمد الذي تصدّع منزله في أنطاكيا، إنه سيذهب إلى أقارب له في مدينة إدلب، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أنه سيبقى هناك لشهر، وبعدها سيقرر إذا ما كان سيعود إلى تركيا أو لا، موضحاً أن الوضع في الجنوب التركي سيئ، وأهم شيء في الوقت الحالي بالنسبة إلى السوريين تأمين مكان الإقامة، حتى لو كان في خيام.

سمحت تركيا بإجازة محددة الشروط (Getty)

وأوضح المتحدث أن الكثير من السوريين كانوا في الجنوب التركي مع عائلاتهم بهدف العمل والأمان ولا أقارب لهم في الولايات الأخرى، وليس أمامهم اليوم سوى العودة الطوعية أو غير الطوعية إلى الشمال.

من جانبه، أكد بلال، اللاجئ في أنطاكيا، أنه يفكر في العودة، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أنه نجا من الزلزال مع 15 فرداً من إخوته وأبنائهم، وعندما ذهبوا إلى مرسين، لجأوا إلى مركز إيواء خصصته الحكومة التركية، وهناك عادت السلطات التركية وأخبرتهم أنه إذا كان لديهم أقارب في مناطق أخرى بإمكانهم الذهاب إليهم، لكن عليهم التزام الشروط التي وضعتها السلطات، بما يتعلق بالمدة وإخبار إدارة الهجرة والحصول على إذن سفر.

سوريون يغادرون بلدة جنديرس في منطقة عفرين شمال سورية في أعقاب الزلزال (بكير قاسم /الأناضول)

وما يدفع بلال إلى التفكير في العودة، وفق قوله، هو "تكاليف الانتقال والإيجارات الجديدة وعدم وجود عمل في الوقت الحالي، وستكون هناك صعوبة في تأمين العمل أيضاً بسبب نزوح الكثيرين إلى الولايات الأخرى، إضافة إلى أن القوانين التركية غير واضحة، ولا يبدو أن من انتقل مسموح له بالعمل".

ناجون من الزلزال في خيام بإدلب (محمد سعيد/الأناضول)

أما سعيد، فيفضل البقاء في تركيا، وبدأ البحث عن منزل في ولاية قونية التي لم تتضرر من الزلزال، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن الوضع في شمال غرب سورية صعب، وخاصة الخدمات الصحية، فإنها سيئة، وهناك لقاحات من المفترض أن تأخذها ابنته الصغيرة، لذلك الأفضل له حالياً البقاء في تركيا.

وفجر السادس من فبراير/ شباط الجاري، استفاق جنوب تركيا وشمال سورية على زلزال مدمر بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات ومئات الهزات الارتدادية العنيفة، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة في الممتلكات الخاصة والعامة وتشرد مئات الآلاف من السكان واللاجئين.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
سوريون عائدون من لبنان، 5 أكتوبر 2024 (العربي الجديد/عدنان الامام)

مجتمع

واجه سوريون عائدون من لبنان هربا من العدوان الإسرائيلي المتصاعد على الجنوب اللبناني، قسوة الطريق، وقلة الطعام، وساعات من الانتظار على الحدود السورية
الصورة
احتجاج ضد مقتل الطفلة نارين غوران في تركيا، 9 سبتمر 2024 (فرانس برس)

مجتمع

لم تلق جريمة قتل بتركيا، ما لقيه مقتل واختفاء جثة الطفلة، نارين غوران (8 سنوات) بعدما أثارت قضيتها تعاطفاً كبيراً في تركيا واهتماماً شخصياً من الرئيس التركي
الصورة
عبد الله النبهان يعرض بطاقته كلاجئ سوري شرعي (العربي الجديد)

مجتمع

تنفذ السلطات التركية حملة واسعة في ولاية غازي عنتاب (جنوب)، وتوقف نقاط تفتيش ودوريات كل من تشتبه في أنه سوري حتى لو امتلك أوراقاً نظامية تمهيداً لترحيله.