أدّى ارتفاع درجات الحرارة إلى خروج الأفاعي والحشرات المؤذية من حفرها، الأمر الذي زاد من معاناة النازحين في مخيم الركبان الواقع على الحدود الأردنية - السورية، في حين أنّ قوات النظام السوري ما زالت تُطبق الحصار على سكانه منذ أشهر. ويتفاقم الوضع مع عدم توفّر أدوية وأمصال تُستخدَم في علاج لدغات الأفاعي والعقارب.
يقول مدير مكتب العلاقات العامة في مجلس مخيم الركبان المحلي محمد الفضيل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ثمّة مخاوف بين سكان المخيم بسبب انتشار العقارب والأفاعي وعدم توفّر المصل المضاد لسمومها في المراكز الطبية وصيدليات المخيم. ولدغات الأفاعي والعقارب تُعالَج بطرق بدائية وباستخدام الطب البديل"، لافتاً إلى أنّ "الأدوية اللازمة لمعالجة هذه الحالات الطارئة مفقودة بسبب حصار قوات النظام المستمر".
ويوضح الفضيل أنّ "السكان يعالجون اللدغات بالبيض وزيت الزيتون، بالإضافة إلى بعض المواد الكيميائية من قبيل الكلور ومواد نفطية مثل غاز البوتان إلى جانب حليب الماعز وزهرة البابونج والزعتر البري وغير ذلك من الأعشاب البرية".
يضيف الفضيل أنّ "السكان في حاجة ماسة إلى حليب الأطفال ولقاحات لهؤلاء ومستلزمات الإسعافات الأولية والمصل المضاد للدغات العقارب والأفاعي"، مقدّراً "عدد الإصابات في المخيم بلدغة عقرب ما بين ثلاث حالات وستّ يومياً. وهي تُعالَج منزلياً، أمّا في حال تأزّم وضع المريض فيُنقَل حينها إلى أحد المراكز الطبية".
من جهته، يقول الممرّض العامل في نقطة شام الطبية بالمخيم، أسامة محمود، لـ"العربي الجديد" إنّ "مصابين بلدغات عقارب يصلون إلى المركز الطبي الذي أعمل فيه، بوتيرة يومية، ويتخطّى عددهم في بعض الأيام العشرة، علماً أنّ بعضاً منهم يأتي من منطقة 55 القريبة. وقد وردتنا هذا الصيف حالة واحدة لمدني لدغته أفعى".
ويشير محمود إلى أنّ "العاملين في المركز يزوّدون المصابين بحقن الكورتيزون وبمسكّنات للألم فقط، فيما تفتقر كلّ مراكز المخيم الطبية إلى الأمصال اللازمة وحقن الكزاز الخاصة بعضّات الكلاب. وهذا أمر ينعكس سلباً على الواقع الصحي في المخيم". ويضيف محمود أنّ "هذا العام شهد جفافاً وارتفاعاً في درجات الحرارة أدّيا إلى خروج الحشرات المؤذية من حفرها نحو خيام المدنيين".
تجدر الإشارة إلى أنّه في إبريل/ نيسان الماضي، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان كلّ الأطراف المعنية إلى التحرك العاجل لتقديم الدعم الإغاثي للنازحين السوريين في مخيّم الركبان، في ظل اشتداد الأزمة الإنسانية ونفاد المواد الأساسية. وأوضح المرصد، في بيان، أنّ نحو ثمانية آلاف نازح سوري في المخيّم يعانون من ظروف معيشية سيّئة جد، بسبب حصار قوات النظام السوري، وإغلاق الجانب الأردني من الحدود، وامتناع قوات التحالف الدولي عن تقديم أيّ مساعدة إنسانية.