تتفاقم معاناة النازحين السوريين مع استمرار التساقطات المطرية شمال غرب سورية، في فصل الشتاء الاستثنائي الذي استنزف كل ما لديهم من مواد تدفئة، ومزّق الخيام التي كانت بالكاد صامدة في وجه الرياح.
أوضاع سيئة يعيشها النازحون مع اقتراب شهر رمضان، على امتداد المخيمات المنتشرة عند الحدود بين سورية وتركيا من مناطق ريف إدلب الغربي، من خربة الجوز وصولاً لأطمة شمال غرب إدلب.
النازح ياسر الإبراهيم من أهالي ريف حلب الجنوبي، كان يسكن في سراقب قبل نزوحه، ناشد المنظمات الإنسانية أن تمد يد العون له وللنازحين في المخيم الذي يقيم فيه شمال إدلب.
وقال الإبراهيم لـ"العربي الجديد": "مساء أمس اشتدت الرياح واقتلعت الخيمة التي تؤوينا، المدفأة كانت تعمل وكادت تحرق أطفالي لولا تدخل الجيران لمساعدتنا وإيوائهم لديهم. الوضع مأساوي، لا أدري ماذا يتوجب عليّ أن أفعل، صغاري بدون مأوى في الوقت الحالي".
وتابع: "نأمل من المنظمات الإنسانية أن ترأف بحالنا، وترى الذي حل بنا، وأن تقدّم لنا خياماً أو تنقلنا إلى مساكن، أو تعيدنا إلى بيوتنا".
أما شادي أحمد الخليل (28 عاماً)، وهو من نازحي مدينة معرة النعمان، فقد أكد لـ"العربي الجديد" أنه لم يشهد فصل شتاء قاسياً كالحالي، ثم تابع: "أشد الخيمة من جانب فتتمزّق من الجانب الآخر".
وتزامنت الأمطار والعاصفة الهوائية مع تساقط ثلوج في مناطق جبل الزاوية، وفقاً للدفاع المدني السوري، في ظروف استثنائية، اتسمت بارتفاع أسعار مواد التدفئة مع فقدانها.
إنها أوقات عصيبة على جميع النازحين في المخيمات، وفق ما أوضح مدير مخيم أهل التح في بلدة باتنته بريف إدلب، عبد السلام اليوسف، لـ"العربي الجديد"، مبيناً أن "العواصف لا تزال مستمرة وظروف الناس صعبة ومواد التدفئة مفقودة وأسعارها تجاوزت طاقة الجميع في المخيمات، إذ يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد للحطب 5 ليرات تركية، مردفاً "نحن مقبلون على شهر رمضان والناس تأثروا كثيراً بفصل الشتاء، لقد كان قاسياً على النازحين وما زال الوضع سيئاً إلى الآن".
وتسببت العاصفة الثلجية الأخيرة التي ضربت منطقة شمال غرب سورية، منتصف مارس/ آذار الماضي، بأضرار في أكثر من 44 مخيماً في المنطقة، سبقتها عاصفة هوائية مطلع الشهر أدت أيضاً إلى فقدان العديد من العوائل لمساكنها، وفقاً لبيانات فريق "منسقو استجابة سورية".