رصدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية شهادات لأسرى من بينهم أطفال، يقبعون في عدة سجون إسرائيلية، يؤكدون تعرضهم لاعتداءات همجية أثناء اعتقالهم واستجوابهم في مراكز تحقيق الاحتلال.
ووفقا لتقرير الهيئة، فقد اعتدى جنود الاحتلال على الشاب مؤمن رداد، من مدينة طولكرم، بعد اقتحام منزله فجراً، واقتادوه بعد تقييد يديه وتعصيب عينيه، كما تعمدوا وضع كيس بلاستيكي لتغطية وجهه، وأجبروه على المشي لمسافة طويلة للوصول إلى أحد معسكرات الجيش القريبة، وطوال الطريق لم يتوقفوا عن ركله وضربه، وعند وصوله لم يقم الطبيب بفحصه، بل قام بأخذ الدواء الخاص بالأسير ورميه، إذ يعاني من مشاكل في الأذن الوسطى تسبب له عدم اتزان.
ولم يكتف جنود الاحتلال بذلك، بل قاموا بـ"شبحه" لساعات طويلة على مقعد داخل ساحة المعسكر، ثم جرى نقله إلى مركز توقيف "الجلمة" لاستجوابه، وظل هناك لمدة 21 يوماً، وبعدها نُقل إلى معتقل "مجدو"، وما زال بحاجة إلى رعاية صحية، خاصة بعد ما تعرض له من تنكيل وضرب، غير أن عيادة المعتقل لا تكترث لحالته وتهمل علاجه.
وتعرض الشاب محمد مطاحن، من مدينة جنين، للضرب والتنكيل بعدما هاجمته مجموعة من المستعربين، مسببةً له عدة رضوض، وكسراً بكتفه اليمنى، وبعدها نُقل إلى معسكر جيش قريب، وتم شبحه على كرسي صغير لساعات طويلة بساحة المعسكر، ثم نُقل إلى مركز توقيف "حوارة" لاستجوابه، وبعدها إلى معتقل "مجدو"، والأسير يعاني من آلام بكتفه اليمنى نتيجة للاعتداء عليه، وبحاجة ماسة للعلاج، لكن إدارة المعتقل تماطل، وتكتفي بإعطائه المسكنات.
ونكلت قوات الاحتلال بالفتى محمد عدوان (17 سنة)، من بلدة العيزرية جنوب شرقي القدس المحتلة، إذ تم ضربه بشكل تعسفي أثناء تواجده في الجيب العسكري، كما عانى من ظروف اعتقال قاسية داخل زنازين معتقل "الجلمة"، والتي مكث فيها 13 يوماً، وبعدها تم نقله إلى قسم (4) في معتقل " الدامون".
أما الفتى محمد خويرة (16 سنة)، من بلدة كفر نعمة غرب رام الله، والقابع حالياً بمعتقل "عوفر"، فتم الاعتداء عليه أثناء استجوابه، وقام أحد المحققين بضربه بشكل عنيف على رأسه، وأخبر خويرة المحقق أنه يعاني من إصابة سابقة في رأسه، لكن المحقق لم يكترث واستمر بضربه.
في سياق متصل، قال نادي الأسير الفلسطيني في بيان، الثلاثاء، إن "حالة من التوتر تسود أقسام الأسرى في سجن عوفر، بعد اقتحام وحدات تابعة لإدارة سجون الاحتلال أحد الأقسام، وإجراء تدريبات استفزازية فيه، في انتهاك واضح لحرمة شهر رمضان، فضلا عن تكرار عمليات الاقتحام والتفتيش الممنهجة".
ولفت النادي إلى أنه "رغم الخطوات الاحتجاجية التي نفذها الأسرى، وما نتج عنها من جلسات حوار على مدار الأشهر الماضية مع إدارة السجن، إلا أن غالبيتها انتهت بالفشل، أو بوعود لوقف عمليات التصعيد والاقتحامات".
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية بأن الوضع الصحي للأسير نور البيطاوي آخذ بالتحسن، وهو يقبع حالياً داخل مستشفى "الرملة". واعتقلت قوات الاحتلال الشاب بيطاوي من منزله في مخيم جنين، بعد إطلاق الرصاص الحي باتجاهه، وإصابته في البطن، وجرى نقله إلى مشفى "العفولة" الإسرائيلي، وهناك أُجريت له عملية جراحية، واستؤصلت أجزاء من أمعائه، ولا زال مكان العملية مفتوحًا، ويتم وضع ضمادات بشكل يومي لحين التئام الجرح، كما يتم تزويده بمسكنات الآلام، ومميع للدم.
وأشارت الهيئة إلى أن بيطاوي مكث لفترة داخل العناية المكثفة بمشفى "العفولة"، وأخيراً تم نقله إلى مشفى "الرملة"، وفي الوقت الحالي يستطيع المشي على قدميه، ووضعه يتحسن بشكل تدريجي، علماً بأنه معتقل منذ أكثر من شهرين، ولا يزال موقوفًا حتى الآن، ولديه جلسة محاكمة يوم غد الأربعاء.
إضراب مفتوح
في السياق، يواصل 4 أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام، منهم 3 أسرى رفضاً لاعتقالهم الإداري، وهم عماد سواركة، وسائد أبو عبيد، ومصعب الهور، فضلا عن الأسير مهند العزة، المضرب للمطالبة بنقله من زنازين سجن "جلبوع".
وتواصل إدارة سجون الاحتلال عزل الأسير ربيع فرح أبو نواس، من بلدة سنجل شمال رام الله، منذ أكثر من 14 شهرا، وهو أحد الأسرى الذين واجهوا عملية القمع الكبيرة التي تعرض لها الأسرى في سجن "عوفر" عام 2020، وخلالها اعتدت عليه قوات القمع، وأُصيب بجروح، ونُقل منذ ذلك الحين إلى العزل الانفراديّ، حيث يواجه ظروفًا قاسية في زنازين العزل الانفراديّ في سجن "عسقلان"، بعد سلسلة من عمليات النقل المتواصلة بحقّه، وتمكنت زوجته مرة واحدة من زيارته بعد نقله إلى العزل، ولم تسمح لها إدارة السجون بإدخال ملابس، أو أي من احتياجاته، كما أن عائلته لا تعرف شيئا عن وضعه.
وأكدت هيئة شؤون الأسرى أنه لا توجد أية حلول في ما يتعلق بقضية إنهاء عزل الأسير عمر خرواط، والذي يقبع داخل عزل معتقل "هشارون" منذ قرابة الأشهر الثلاثة، وهو محروم من التواصل مع ذويه منذ دخوله زنازين العزل.