طائرة رابعة لإجلاء المهاجرين العراقيين من الحدود البيلاروسية وبغداد تهدد بفضح ممارسات غير إنسانية
من المقرّر أن تصل خلال الساعات القليلة المقبلة، طائرة تتبع الخطوط الجوية العراقية تقلّ على متنها المئات من المهاجرين الذين قرّروا العودة طواعية إلى البلاد بعد أسابيع قضوها على الحدود البيلاروسية مع بولندا، وتعرّضوا فيها لأزمات إنسانية خطيرة أدّت لوفاة عدد منهم، في وقت تحدّثت وزارة الهجرة عن انتهاكات كبيرة تعرّض لها العراقيون على يد قوات الحدود في تلك المنطقة.
وأعلنت وزارة النقل العراقية، اليوم السبت، عن انطلاق رحلتها الرابعة عبر طائرة تتبع الخطوط الجوية العراقية من مطار مينسك نحو العراق، باتجاه مطار أربيل الدولي، مخصّصة لإجلاء المواطنين العراقيين العالقين على الحدود البيلاروسية البولندية.
ونقل البيان عن مدير عام الخطوط الجوية العراقية، عباس عمران، قوله "نقلّ من خلال هذه الرحلة الاستثنائية نحو 420 مواطناً عراقياً بعد استحصال الموافقات الرسمية".
وأمس الجمعة، أعلنت وزارة الخارجية العراقية، أنّ "أكثر من ألف عراقي من العالقين على الحدود البيلاروسية عادوا فعلاً إلى البلاد. مؤكّدة أنّ 861 آخرين من العالقين، سيتم إعادتهم أيضاً، ليكون مجموع العائدين طوعياً 1894 مهاجراً حتى الآن.
في السياق ذاته، قال وكيل وزارة الهجرة العراقية كريم النوري، إنّ العراقيين العالقين على حدود بيلاروسيا وبولندا تعرّضوا لانتهاكات.
ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية عن النوري قوله إنّه "بعدما قطع المهاجرون الأمل في استقبالهم كلاجئين في أوروبا بدأوا بالعودة"، مضيفاً أنّ "الحالة إيجابية اليوم، فالكثير من الأعداد بدأوا يرجعون إلى العراق، أو تسجيل أسمائهم".
وقال إنّ "الصراع السياسي بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي يجب ألا ينعكس على العراقيين"، كاشفاً عن زيارة يوم الاثنين المقبل، له مع مسؤول بالخارجية العراقية إلى بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي، لتوضيح وجهة النظر العراقية.
وطالب النوري "بتطبيق المعايير الدولية ومعايير حقوق الإنسان مع العراقيين العالقين بين البلدين". وأضاف أنّ "هناك عصابات، بمساعدة الحكومة البيلاروسية، تدفع العراقيين نحو المجهول للضغط على الاتحاد الأوروبي". وتابع: "هناك تصرّفات لا تحترم المعايير الدولية وحقوق الإنسان"، وتمّ استخدام "الكلاب البوليسية والرصاص الحي، ضد المهاجرين العراقيين".
واتهم السلطات البيلاروسية بأنها "تمارس أساليب بوليسية ضدّ العراقيين، وتمنحهم تأشيرة دخول ثم تضغط عليهم بعدم العودة، ليصبحوا عالقين بين بولندا وبين منع الرجوع من الجانب البيلاروسي".
وطالب النوري الصليب الأحمر "بالتعامل بإنسانية مع العراقيين لا أن يكونوا ضحية، وجعلهم ورقة ضغط بيلاروسية على الاتحاد الأوروبي". ولوّح بأنه سوف "لن نسكت عن إلحاق الأذى بالعراقيين، عندما نجد دلائل ووثائق صحيحة"، وأضاف أنهم "لم يذهبوا للنزهة وهناك أسباب حقيقية دفعتهم للهجرة".
وهدّد "بكشف وفضح التصرّفات التي تمارس ضد العراقيين بين الحدود، في ظروف قاسية لا يقبل بها أي إنسان يحترم البشرية".