طلاب رأس العين السورية تفصلهم الجغرافيا عن التعليم الجامعي

11 ابريل 2023
تخضع منطقة رأس العين للجيش الوطني (المعارض) (أرشيف/الأناضول)
+ الخط -

حرمت الجغرافيا خريجي الثانويات في مدينة رأس العين غربيّ محافظة الحسكة شمال سوريّة من الالتحاق بالجامعات. ففي السابق كان طلاب المدينة يلتحقون بجامعة الفرات أو غيرها من الجامعات في الحسكة، لكن بعد سيطرة الجيش الوطني (المعارض) على المدينة، لم يعد لدى الطلاب سوى خيار الدّخول إلى تركيا للالتحاق بالجامعات، والتي لم تعد متاحة أيضاً.

ومنطقة رأس العين هي منطقة معزولة تحيط بها مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من الجنوب والشرق والغرب، والحدود التركية من الشمال. وتخضع لسيطرة الجيش الوطني السوري والجيش التركي. (تظهر في الخريطة المرفقة باللون الأخضر شمالي سورية وتحيط بها مناطق سيطرة قسد).

كان العام الدراسي 2020 العام الأخير الذي نال فيه بعض الطلاب موافقات دخول إلى تركيا للالتحاق بالجامعات، فأصبح الطلاب محاصرين، إذ تمنع جغرافيا المنطقة واختلاف مناطق السيطرة هؤلاء الطلاب من الالتحاق بالجامعات المنتشرة في منطقة شمال غرب سورية، تحديداً في ريف حلب الشمالي، حيث توجد العديد من الجامعات منها جامعة حلب وفروع لجامعات تركية، بالإضافة لوجود جامعات خاصة في المنطقة.

ويوضح الصحافي المقيم في منطقة رأس العين عبد الباسط أحمد، لـ"العربي الجديد"، واقع الطلاب، مشيراً إلى أنّه بعد دخول الجيش التركي والجيش الوطني للمنطقة تضرر الطلاب بشكل كبير، ففي الأساس لا يوجد معاهد أو فروع لجامعات ضمن المنطقة، وأغلب الطلّاب كانوا يدرسون في جامعات الحسكة، وجزء بسيط منهم في تركيا.

أضاف "هؤلاء الطلاب خضعوا لدورات "يوس"، وهي عبارة عن دورات أقامتها مديريّة التربية والتعليم في رأس العين التابعة للحكومة السوريّة المؤقّتة بالتعاون مع وزارة التّربية التّركيّة، تؤهل هؤلاء الطلاب لدخول الجامعات التركيّة، وخضعت لها 4 دفعات من الطلّاب، لكن تردد هذا العام الكثير من الطلاب في التقدم لها كونهم لا يجدون فرصا للالتحاق بالجامعات".

وقال أحمد "مديرية التربية والتعليم بحسب ما اطلعت عليه خاطبت وزارة التعليم التركية والائتلاف السوري وقدّموا خطابات لجامعة حلب وجامعة عنتاب لفتح أفرع في منطقة رأس العين، ولكن لا يوجد أي استجابة، كونهم يعتبرون أن رأس العين ليس فيها عدد كبير من الطلاب".

ويوجد في رأس العين مدرسة كبيرة وهي واحدة من أكبر مدارس المنطقة، ويجري ترميمها عن طريق منظمة "انصر الخيرية" بدعم أميركي، لكي تتحول لمعهد، كان من المفترض افتتاحه قبل الزلزال بثلاثة أيام وهو ما لم يحدث حتى الآن.

 أضاف أحمد أن "عدد الطلاب في رأس العين الذين أنهوا التعليم الثانوي يبلغ عددهم 1500 طالب، هم بمرحلة التعليم الجامعي ويجب أن يلتحقوا بالجامعات، أما طلاب الجامعات المنقطعون فيبلغ عددهم وفق الإحصائيات نحو 235 طالباً".

عماد الأحمد طالب في كلية الآثار، كان في السنة الثانية، مع سيطرة الجيش الوطني على المنطقة لم يعد قادراً على الذهاب للجامعة في الحسكة بعد إغلاق الطرقات، ولفت لـ"العربي الجديد" إلى أنه حاول الالتحاق بالجامعات التركية لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب عدم وجود "يوس" لديه .


أما محمد فهو طالب لم يتمكن من الالتحاق بالجامعات التركية لكنه حاول الدخول عبر طرق التهريب كما أوضح لـ"العربي الجديد" للالتحاق بالجامعة، لكنه تعرض علمية نصب واحتيال من قبل المهرب الذي أعاد له جزءاً فقط من المبلغ.