خرجت حافلة الصليب الأحمر من القدس مع ذوي أسيرات سجن الدامون، في ساعات مبكرة من فجر الأربعاء للقاء ومعايدة بناتهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي في زيارة مدتها 45 دقيقة، بمناسبة عيد الأضحى.
وبالرغم من التحديات والظروف الصعبة داخل سجن الدامون، إلا أن وضع هاتف عمومي في أيام العيد، والسماح للأسيرات بالاتصال لمدة ساعة على مدار الأسبوع بأهلهم وأقربائهم جعل العيد أقل مرارة، وإن طبعه الحداد والحزن على روح الشهيدة سعدية فرج الله التي استشهدت في الثاني من يوليو/تموز الحالي في سجن الدامون بسبب الإهمال الطبي.
وتنتظر عائلات ذوي الأسيرات دورهم في الزيارة بجانب السجن أو تحت ظل الأشجار لتجنب حرارة الشمس الحارقة، وإلقاء نظرة قد تعوّض سنوات الغياب.
ناهدة صوان، شقيقة الأسيرة نهاية صوان (44 عاماً)، والتي تقبع في سجن الدامون قرابة عام وهي مريضة بسرطان الثدي، قالت لـ"العربي الجديد" بعد زيارة شقيقتها: "بعد أن توفيّ والداي كانت أختي تسكن في البيت لوحدها، كنت أزورها في العيد مراراً، وأعيد عليها. لكن الآن حرمت من هذه الجلسة بعد اعتقالها.
وأضافت: "أختي حالياً خلف قضبان السجن، وهي مريضة وتعاني من سرطان الثدي، ووضعها صعب، وشروط الزيارة معقدة، ذهاباً وإياباً. قمت بمعايدتها بمناسبة عيد الأضحى، طبعا هي تتمنى الخروج من السجن وتنتظر ساعة نيل حريتها، وقد طلبت مني تجديد أثاث البيت حتى تخرج إلى حياة جديدة".
من جهتها، تقول والدة الأسيرة نورهان عواد (22 عاماً) من القدس، لـ"العربي الجديد": "دخلت نورهان إلى السجن وهي ابنة 14 سنة، هذه سابع سنة وعيد دون ابنتي ومرت الكثير من المناسبات وهي في سجون الاحتلال منذ تاريخ 23 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 2015 حتى الآن، كانت البداية في سجن هشارون لمدة ثلاث سنوات وانتقلت حالياً إلى سجن الدامون.
وعن مصاعب ومشاق السفر للسجن أضافت: "نخرج من الساعة الخامسة والنصف صباحا ونتكبد عناء الوصول واللقاء، الحمد لله اليوم الزيارة مرت في ظروف أحسن لأن هناك أهالي يستقبلون الحجاج ولهذا تغيبوا عن موعدهم.
وتابعت "وضع الأسيرات صعب، وتحطمت نفسيتهن بعد استشهاد سعدية فرج الله، وهناك حداد عليها، كما أنهن لم يصنعن كعك العيد، كما أخبرتني ابنتي".
وأضافت: "الحمد الله أنه سمح لهن بالاتصال هاتفياً لمدة ساعة على مدار الأسبوع. في الصباح اتصلت بي نورهان أرادت سماع صوتي في الصباح الباكر، نسأل الله أن يفرج على جميع الأسيرات والأسرى".
أما معتصم جعابيص ابن الأسيرة إسراء جعابيص فقد قال لـ"العربي الجديد" بعد زيارة والدته لمعايدتها، "الزيارة كانت جيدة وفرحنا لرؤيتها، وأيضاً لوضع الهواتف العمومية واشترينا لها "كرت" لكي نستطيع الاتصال بها، يمكننا الآن التواصل لمدة ساعة على مدار الأسبوع. معنويات والدتي مرتفعة، كما أنّ جميع الأسيرات فرحن لوضع الهاتف العمومي في السجن وليس فقط والدتي".