قضت عائلة سورية، مكونة من أب وأم وطفل، في بلدة حفير التحتا بريف العاصمة السورية دمشق، اختناقاً جراء تسرب غاز من مدفأة، في حين لقي إعلامي معارض للنظام السوري مصرعه جراء حريق ناتج عن مدفأة مازوت في منزله بريف دير الزور الغربي شمال شرقي البلاد.
وقال مصدر محلي مطلع من بلدة حفير التحتا، طلب عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أبا محمود نذير عبد العزيز الخمسيني النازح من بلدة دوما في الغوطة الشرقية، والذي يعمل سائق براد نقل دولي، فقد حياته إلى جانب زوجته وطفله، اختناقاً أول أمس".
وأضاف: "الناس جراء البرد تحكم إغلاق النوافذ والأبواب، وتحاول أن تشعر بالدفء بأي شكل من الأشكال، فهناك من يشعل الورق المقوى أو الملابس المستعملة أو البلاستيك، ومنهم من يستخدم مدفأة الغاز، ورغم صعوبة تأمين الغاز فإنهم يحاولون الحصول على الدفء، ويقومون بالطهي وغيرها من الأمور".
من جانبه، قال إبراهيم خشانة (47 عاماً)، من ريف دمشق: "اليوم ما يشغل العائلات هو أن تشعر بالدفء، بعيداً عن الأمان أو الصحة، فتجد العائلات تشعل زيتاً محروقاً وإطارات مستعملة، وهناك العديد من حوادث الحرائق نتيجة الحرارة الزائدة أو عدم السيطرة على النار أو الإهمال، لكنها لم توقع ضحايا".
وأضاف: "الأهالي يعانون من قلة وقود التدفئة، وسوء الكهرباء وعوامل الأمان، ما يزيد من تعرضهم للخطر، دون أن يكون لديهم ما يؤمن لهم أدنى درجات الحماية".
من جانبه، قال رئيس بلدية حفير التحتا، التابع للنظام، عبد العزيز ضميري، في تصريح لموقع محلي، إنّ "حادثة الوفاة لم تكتشف إلا بعد مضي يوم كامل على الوفاة، وذلك من قبل ابنة المتوفين، وهي متزوجة وتقطن في دوما، حيث كانت تتصل على الهاتف النقال الخاص بالأب، ولم يجب رغم كثرة الاتصالات، فاستدعى ذلك توجهها من دوما إلى حفير التحتا لتكتشف وفاة عائلتها".
ولفتت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ معظم المدافئ التي تعمل على الغاز المخصص أصلاً للطهي خطيرة، لأنها غير آمنة، وتسبب اختناقات نتيجة تسرب الغاز أو سحبها للأوكسجين في المنزل أثناء الاحتراق.
ويلجأ الكثير من السوريين في مناطق النظام، إلى هذا النوع من المدافئ، لعدم قدرتهم على توفير مازوت التدفئة أو شرائه، حيث يستغلون مدفأة الغاز أيضاً في عملية الطبخ والتدفئة في وقت واحد، بهدف التوفير.
وعلى صعيد متصل، تحدّثت مصادر محلية في دير الزور شمال شرقي سورية، عن مصرع الإعلامي عبد الله العجيل، جراء حريق نشب في منزله بقرية الحصان في ريف دير الزور الغربي، وذكرت أنّ الحريق ناجم عن اشتعال مدفأة مازوت في منزله.
ويذكر أنّ قرية الحصان تخضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وتعاني تلك المنطقة أيضاً أزمات على صعيد المحروقات، ويلجأ السكان إلى استعمال مازوت غير مكرر بطريقة صحيحة، ما يؤدي إلى حوادث أليمة، وذلك بسبب احتواء هذا المازوت على نسبة من الغازات، التي تسبب انفجارات عند تعرضه للحرارة المرتفعة.